دوالي الخصية

اليك درجات دوالي الخصية وأسبابها وطرق علاجها

عندما يعاني الرجال من توسع الأوردة داخل الخصية، والمعروف باسم دوالي الخصية، فإنهم قد يواجهون تحديات صحية وعقماً محتملاً. تُعتبر دوالي الخصية مشكلة شائعة تصيب الرجال في مختلف الأعمار، وتتسبب في عدم راحة وآلام في الخصية بالإضافة إلى خطر الإصابة بالعقم. تعتبر الأسباب وراء ظهور دوالي الخصية متعددة وتشمل عوامل وراثية وبيئية ونمط حياة غير صحي. يمكن أن تسبب دوالي الخصية تأثيرات سلبية على الجودة الحيوية والصحة العامة للرجل.

في هذا المقال، سنستكشف مع مدونة” Midic Arab”  أسباب ظهور دوالي الخصية، وتأثيراتها على الصحة الجنسية والإنجابية، بالإضافة إلى استعراض الطرق المتاحة لعلاجها وإدارتها

ما هي دوالي الخصية؟

دوالي الخصية

دوالي الخصية هي إحدى المشكلات الشائعة التي يمكن أن تصيب الرجال، وتؤثر على نحو 15 – 20% من الذكور. وتُعتبر أحد أسباب العقم عند الرجال، حيث يُعاني ما يقارب 30 – 40% من الرجال المصابين بالعقم أيضًا من دوالي الخصية.

غالبًا ما تظهر دوالي الخصية خلال مرحلة البلوغ، وتبدأ في التطور خلال مرحلة المراهقة المبكرة. ويُشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 8% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 11 – 14 عامًا، و 14% من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 – 19 عامًا قد يعانون من دوالي الخصية.

درجات دوالي الخصية

تُصنَّف دوالي الخصية بناءً على حجمها ووضوح ظهورها عند الفحص الطبي إلى عدة درجات:

  1. الدرجة الصفر:
    • تُعتبر أخف درجة وفيها تكون الدوالي صغيرة جدًا وغالبًا لا يمكن اكتشافها بالفحص اليدوي، ولكن يمكن رؤيتها عند إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.
  2. الدرجة الأولى:
    • تكون دوالي الخصية في هذه الدرجة أكبر قليلًا في الحجم مقارنة بالدرجة الصفر، ولكنها لا تزال غير مرئية.
    • يستطيع الطبيب تحسسها أثناء الفحص اليدوي للخصية أثناء زفير الشخص بعمق.
  3. الدرجة الثانية:
    • يستطيع الطبيب تحسس دوالي الخصية في هذه الدرجة دون الحاجة إلى تنفس الشخص بعمق.
    • على الرغم من ذلك، فإنها لا تزال غير مرئية.
  4. الدرجة الثالثة:
    • تُعتبر دوالي الخصية في هذه الدرجة من الأخطر، حيث تكون الأوردة متضخمة بشكل واضح ويمكن رؤيتها بالعين المجردة.
    • يؤدي وجود دوالي الخصية في هذه الدرجة إلى تغيير واضح في شكل وحجم كيس الصفن.

أسباب الإصابة بدوالي الخصية

تظل دوالي الخصية مشكلة شائعة تؤثر على نسبة تتراوح بين 15 إلى 20% من الذكور، كما أنها من أسباب العقم الرجالي حيث يعاني ما يقارب 30 إلى 40% من الرجال الذين يعانون من العقم أيضًا من دوالي الخصية.

لحد الآن، لا يزال سبب حدوث دوالي الخصية غير معروف بالتحديد، إلا أن هناك ثلاث نظريات رئيسية قد توضح السبب وراء ظهورها:

  1. جغرافية وريد الخصية الأيسر: تحدث دوالي الخصية بشكل شائع في الخصية اليسرى، وذلك لأن أوردة الخصية اليسرى توجد في وضعية عمودية، مما يؤدي إلى تراكم الدم وتوسع الأوردة وتلف الصمامات الموجودة فيها.
  2. انسداد الوريد الخصوي: يمكن أن يحدث انسداد داخل الأوردة الخصية نتيجة للضغط الزائد عليها من قبل الأعضاء المجاورة، مما يؤدي إلى تلف الصمامات وتوسع الأوردة.
  3. متلازمة كسارة البندق: يمكن أن يؤدي الضغط الزائد على الوريد المنوي الداخلي الأيسر إلى زيادة قوة الدم في الأوردة الخصية، مما يؤدي إلى تلف الصمامات.

بالإضافة إلى ذلك، هناك أسباب أخرى قد تساهم في حدوث دوالي الخصية مثل

تشخيص دوالي الخصية 

تشخيص دوالي الخصية يعتمد على عدة خطوات:

  1. الفحص الجسدي:
    • يبدأ التشخيص بالاستفسار عن الأعراض المتعلقة بدوالي الخصية مثل الثقل في الخصية وتغير في شكلها.
    • يقوم الطبيب بتحسس الخصية للكشف عن وجود كتلة صلبة لا تسبب ألمًا عند الضغط عليها، ويمكن أن يُطلب من المريض أداء مناورة فالسالفا لتكبير دوالي الخصية وتسهيل تحسسها.
  2. وسائل التصوير:
    • يتم استخدام فحص الموجات فوق الصوتية للحصول على صورة شاملة للخصية والتأكد من وجود دوالي الخصية.
    • يُمكن هذا الفحص أيضًا من تحديد أي مسببات أخرى للأعراض مثل وجود ورم في الحبل المنوي.

باستخدام هذه الخطوات، يمكن للطبيب تأكيد وجود دوالي الخصية وتحديد مدى شدتها والتوجه نحو العلاج المناسب.

عوامل خطر الاصابة بدوالي الخصية 

العمر ودوالي الخصية:

دوالي الخصية تعد أكثر شيوعًا بين الشباب والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عامًا. يُعزى هذا الانتشار الشائع إلى فترة البلوغ، حيث يحدث نموًا سريعًا للجسم وتغيرات هرمونية ملحوظة.

الوراثة ودوالي الخصية:

يزداد خطر الإصابة بدوالي الخصية لدى الذكور الذين لديهم أقارب مباشرين مصابين بها، مثل الأب أو الأخ. يشير هذا إلى أن هناك عوامل وراثية قد تلعب دورًا في تطور الحالة.

العيوب الخلقية ودوالي الخصية:

تشير الدراسات إلى أن تشريح أوردة الخصية قد يلعب دورًا في تطور دوالي الخصية. فقد يكون لدى بعض الأفراد هياكل أوردة غير طبيعية أو اختلافات في موضع أوردة الخصية، مما يزيد من خطر إصابتهم بالحالة.

المجهود البدني ودوالي الخصية:

يؤدي الانخراط في الأنشطة التي تتضمن الوقوف لفترات طويلة أو رفع الأحمال الثقيلة إلى زيادة خطر الإصابة بدوالي الخصية، حيث أن هذه الأنشطة يمكن أن تضع ضغطًا على الأوردة في كيس الصفن.

السمنة ودوالي الخصية:

تزيد السمنة أو زيادة الوزن من خطر الإصابة بدوالي الخصية، حيث أن الوزن الزائد يضع ضغطًا إضافيًا على أوردة الخصية، مما يؤدي إلى تطور أو تفاقم الحالة.

التعرض للحرارة ودوالي الخصية:

درجات الحرارة المرتفعة في كيس الصفن يمكن أن تؤثر سلبًا على وظيفة الخصية وتزيد من خطر الإصابة بدوالي الخصية. ويمكن أن تشمل العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كيس الصفن ارتداء الملابس الضيقة واستخدام أحواض المياه الساخنة بشكل متكرر والعمل في البيئات الحارة.

طرق جراحية لعلاج دوالي الخصية

هنالك عدة طرق جراحية لعلاج دوالي الخصية، ومنها

استئصال دوالي الخصية جراحيًا:

يتم إجراء عملية استئصال دوالي الخصية في المستشفى، وتتطلب وضع المريض تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي. يقوم طبيب المسالك البولية بعمل شق صغير في منطقة العانة أو منطقة البطن أو الحوض أو أعلى الفخذ، وفي بعض الحالات قد يتم إجراء العملية باستخدام منظار.

يمكن للطبيب استخدام عدسة مكبرة أو مجهر لرؤية الأوردة الصغيرة بشكل أفضل وتحديد الأوردة المتضخمة غير الطبيعية التي تسبب دوالي الخصية. يقوم الطبيب بتثبيت أو ربط هذه الأوردة وتحويل مسار الدم المتدفق فيها إلى أوعية دموية أخرى طبيعية.

استئصال دوالي الخصية بالمنظار:

يتم عمل شق صغير في منطقة البطن، ثم يتم إدخال أداة جراحية صغيرة وكاميرا صغيرة من خلاله. يتيح هذا التقنية للطبيب رؤية داخل الجسم بوضوح والقيام بالإجراءات اللازمة بدقة.

تقنية الإصمام:

تتضمن هذه التقنية إدخال أنبوب قسطرة داخل وريد في منطقة العانة أو الرقبة، ثم يتم تمرير الأدوات اللازمة من خلالها إلى المنطقة المصابة. يستخدم الطبيب الأشعة السينية لتحديد موقع دوالي الخصية ويقوم بإجراء الإجراءات الضرورية لمنع تدفق الدم إليها.

أساليب أخرى:

يمكن استخدام وضع سلك ملفوف حول الوريد المصاب أو وضع بالون داخل الوريد أو استخدام مواد كيميائية لسد الوريد. تحتاج هذه التقنيات غالبًا إلى تخدير عام للمريض.

مضاعفات دوالي الخصية 

من بين أهم المضاعفات المرتبطة بدوالي الخصية:

  1. انكماش الخصية:
    • يتكون الجزء الأكبر من الخصية من سلسلة من الأنابيب التي تنتج الخلايا المنوية، وتتضرر هذه الأنابيب عند تعرض إنتاج الخلايا المنوية للضرر، مما يؤدي في بعض الحالات إلى انكماش الخصية.
    • يُعتقد أن تراكم الدم في الخصية قد يؤدي إلى تأثير أكبر للمواد السامة، مما ينتج عنه موت الخلايا.
  2. انخفاض الخصوبة:
    • تتطلب عملية تكوين الخلايا المنوية درجة حرارة مثالية تبلغ حوالي 35 درجة مئوية، ولذلك فإن الخصيتين موجودتان في كيس الصفن خارج الجسم.
    • تهدف شبكة الأوردة في الخصية إلى تبريد الخصية ومنع ارتفاع درجة حرارتها، ومع ذلك، قد يؤدي تدفق الدم ببطء نتيجة لدوالي الخصية إلى ارتفاع درجة حرارة الخصية، مما يؤثر على حركة الخلايا المنوية ويقلل من كميتها.

الوقاية من دوالي الخصية

لا يوجد نهج محدد يمكن أن يمنع تمامًا الإصابة بدوالي الخصية، ولكن يمكن أن يساعد اتباع نصائح الصحة العامة في تقليل احتمالية تطور هذه الحالة. من بين النصائح المهمة:

  1. ممارسة الرياضة بانتظام: قم بممارسة النشاط البدني لمدة لا تقل عن ساعتين ونصف في الأسبوع. الرياضة تساهم في تعزيز الصحة العامة وتحسين وظائف الأوعية الدموية.
  2. اتباع نظام غذائي صحي: تناول وجبات متوازنة تشمل الخضراوات والفواكه الطازجة، والبروتينات الصحية، والدهون غير المشبعة. حاول تقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة.
  3. شرب كمية كافية من الماء: حافظ على ترطيب جسمك من خلال شرب كميات كافية من الماء يوميًا، وتجنب الجفاف الذي يمكن أن يؤثر على وظيفة الأوعية الدموية.
  4. الإقلاع عن التدخين: يعد التدخين عاملًا يؤثر سلبًا على صحة الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية تطور الدوالي. فالإقلاع عن التدخين يعتبر خطوة مهمة للحفاظ على صحة الأوعية الدموية والوقاية من العديد من الأمراض.

اسئلة شائعة عن دوالي الخصية 

1- كيف يظهر الألم في حالة دوالي الخصية؟

يتمثل الألم في حالة دوالي الخصية في شعور حاد وغير مريح في الخصية، وقد ينتشر هذا الألم إلى منطقة الفخذ والساق أحيانًا. قد يختفي الألم باستخدام المسكنات، ومن الممكن الخلط بين ألم دوالي الخصية وألم ناتج عن حالات مختلفة. يمكن أن يكون الألم ناتجًا عن حالات مثل الفتق، أو التهاب الخصية، أو وجود ورم في الحبل المنوي.

2- كيف تبدو الخصية في حالة دوالي الخصية؟

على الرغم من أن دوالي الخصية لا تسبب تغييرات في شكل الخصية، إلا أنه في المراحل المتقدمة قد يكون بإمكان رؤية الدوالي السطحية على الخصية، مشابهة للدوالي في الساقين.

3- من هم الأشخاص الذين قد يعانون من دوالي الخصية؟

تشمل الفئات المعرضة لخطر الإصابة بدوالي الخصية الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، والذين يمارسون الرياضات عالية الوزن، والذين يعانون من الربو المزمن ونوبات السعال المزمن، والذين يعانون من الإمساك المزمن. قد يكون لدى بعض المهن العوامل المرتبطة بدوالي الخصية أيضًا، مثل المعلمين ورجال الشرطة الذين ينتفضون بشكل متكرر.

4- هل تسبب دوالي الخصية العقم؟

نعم، يمكن أن تسبب دوالي الخصية العقم، ولكن يمكن علاج العقم الناتج عنها في بعض الحالات عن طريق الجراحة. ومع ذلك، لا يعني وجود دوالي الخصية بالضرورة وجود العقم، وقد لا يحدث تحسن في الحيوانات المنوية بعد الجراحة في كل الحالات.

5- هل يمكن منع تطور دوالي الخصية؟

لا يوجد وسيلة محددة لمنع تطور دوالي الخصية، ولكن يمكن تقليل احتمالية تطورها عن طريق اتباع نمط حياة صحي، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، والابتعاد عن التدخين.

6- متى يُعتبر الجراحة خيارًا لمريض دوالي الخصية؟

لاتخاذ قرار بشأن جراحة دوالي الخصية، يجب التأكد من وجود دوالي الخصية والعقم لدى المريض. يمكن تحديد الحاجة للجراحة باستخدام المعايير التالية:

  • انكماش حجم الخصية وتغير في تناسقها.
  • توسع الأوعية الدموية بأكثر من 3 مم مع تواجد تدفق الدم في فحص دوبلر.
  • ضعف في معاملات الحيوانات المنوية في تحليل السائل المنوي.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتم توصية بالجراحة كخيار علاجي محتمل للمرضى الذين يعانون من دوالي الخصية كعامل خطر قبل محاولات إعادة الإنجاب بواسطة تقنيات مساعدة، خاصة إذا كان سبب الفشل السابق هو عوامل الحيوانات المنوية.

7- كم يستغرق عملية جراحة دوالي الخصية؟

تتراوح مدة الجراحة بين 1 إلى 2.5 ساعة، ويعتمد ذلك على ما إذا كانت الجراحة أحادية الجانب أو ثنائية، وعدد الأوعية الدموية التي يتم توصيلها.

8- هل هناك مخاطر لجراحة دوالي الخصية؟

على الرغم من أن معدل المضاعفات منخفض جدًا بسبب استخدام طرق الجراحة المجهرية، فإن الخطر الرئيسي يتمثل في انسداد الشريان المصاحب للخصية مما يؤدي إلى تضيق ما بعد الجراحة في الخصية وضعف التغذية الدموية.

9- هل هناك طرق مختلفة لعلاج دوالي الخصية؟

تشمل طرق العلاج لدوالي الخصية الجراحة باستخدام الطرق المجهرية، بالإضافة إلى العلاجات الأشعاعية مثل الأشعة التداخلية التي يمكن استخدامها لتضييق الأوعية الدموية المتضخمة.

اترك تعليقاً

× تواصل معنا