يعتبر داء النقرس من الأمراض المزمنة التي تصيب المفاصل وتسبب آلامًا حادة وتورمًا شديدًا، مما يؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة للأشخاص المصابين به. يعود سبب هذا المرض إلى تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يؤدي إلى التهابها وظهور أعراض النقرس المؤلمة.
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، منها العوامل الوراثية ونمط الحياة والتغذية غير الصحية. تشمل الأطعمة الغنية بالبروتين واللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والمشروبات الكحولية قائمة الأطعمة التي يجب تجنبها لمنع تفاقم أعراض النقرس.
على الرغم من أن داء النقرس لا يمكن علاجه بشكل نهائي، إلا أن هناك عدة طرق للتحكم في الأعراض وتخفيف الآلام. تشمل طرق العلاج الدوائية استخدام المضادات الالتهابية والمسكنات لتخفيف الألم والتورم، بالإضافة إلى الأدوية التي تساعد في تخفيض مستويات حمض اليوريك في الجسم.
في هذا المقال، سنستعرض مع مدونة “Midic Arab” بالتفصيل داء النقرس (الأسباب وطرق العلاج) والتحكم في أعراضه، مما يساعد في فهم هذا المرض والتعامل معه بفعالية لتحسين جودة الحياة للأشخاص المتأثرين به.
اقرا ايضاً:
كافين القهوة والشاي وتاثيرهما على الأنسولين
الحرقة بعد الجماع واهم النصائح لمعالجته
ما هو داء النقرس
النقرس هو مرض التهابي معقد يمكن أن يصيب أي شخص. يتميز هذا المرض بنوبات من الألم الحاد المفاجئ، والتورم، والاحمرار، والحساسية عند اللمس في مفصل واحد أو أكثر، وغالباً ما يتم تضخيم الإصبع الكبير للقدم. قد تبدأ نوبة النقرس فجأة، وغالباً ما توقظ الشخص في وسط الليل بشعور مرير وحارق في إصبع القدم الكبير.
الأعراض
تظهر عادةً علامات وأعراض النقرس فجأة وبشكل مفاجئ، وغالباً في الليل، وتشمل ما يلي:
- ألم حاد في المفاصل: يشمل الألم الشديد الذي يصاحب النقرس عادةً المفصل الكبير لإصبع القدم، ولكن قد يؤثر أيضًا على أي مفصل آخر. يصل الألم عادةً إلى ذروته خلال بضع ساعات من بدايته ويمكن أن يستمر حتى 12 ساعة.
- الشعور بعدم الارتياح: بعد انحسار الألم الحاد، قد يستمر الشعور بعدم الراحة في المفاصل لعدة أيام أو أسابيع، وقد تتكرر الهجمات بفترات لاحقة وتؤثر على مفاصل أكثر.
- التورم والاحمرار: يصبح المفصل المصاب متورمًا ومؤلمًا ودافئًا ويظهر بلون أحمر.
- محدودية نطاق الحركة: يمكن أن يؤدي تفاقم النقرس إلى عدم قدرتك على تحريك المفاصل بحرية كما هو الشأن في الأوقات الطبيعية.
هذه الأعراض تمثل جزءًا من تجربة الشخص المصاب بالنقرس، وتنبغي مراجعة الطبيب في حالة الاشتباه بوجود هذا المرض للتشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
فسيولوجيا داء النقرس
في حالة الإصابة بداء النقرس، يحدث تراكم حمض اليوريك الزائد في مجرى الدم، حيث يتحول إلى بلورات دقيقة. تتراكم هذه البلورات في أنسجة الجسم المختلفة، وتتركز بشكل خاص في المفاصل، مما يُسبب ظهور أعراض النقرس، وغالبًا ما تظهر هذه الأعراض في القدم بشكل خاص. يتمثل ذلك في تكرار نوبات التهاب المفاصل، والتي تترافق مع الاحمرار والتورم.
أسباب داء النقرس
تُسبب حالات النقرس تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، مما يُسبب الالتهاب والألم الشديد خلال نوبات النقرس. يتشكل حمض اليوريك عندما يتم تحطيم البورينات، وهي مواد طبيعية موجودة في الجسم، وتوجد أيضًا في بعض أنواع الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والأحشاء الداخلية مثل الكبد.
تشمل الأطعمة البحرية الغنية بالبورينات الأنشوجة والسردين والمحار والإسقلوب والسلمون المرقط والتونة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول المشروبات الكحولية، خاصة الجعة، والمشروبات المُحلاة بسكر الفواكه يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات حمض اليوريك.
عندما ينتج الجسم كميات زائدة من حمض اليوريك، أو عندما لا تتخلص الكلى منه بشكل كافٍ، قد يتراكم حمض اليوريك في المفاصل والأنسجة المحيطة بها، مما يؤدي إلى تكوُّن بلورات حادة تسبب الألم والالتهاب والتورم.
تشخيص داء النفرس
تتم عملية تشخيص داء النقرس من خلال الأعراض والعلامات المرئية، وغالبًا ما يتم تأكيدها بعد اكتشاف ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم. لتحديد تشخيص مرض النقرس، يقوم الطبيب عادةً باتخاذ الخطوات التالية:
- الفحص المخبري لحمض اليوريك في الدم: يتم قياس مستوى حمض اليوريك في الدم باستخدام تحليل الدم، ولكن يجب ملاحظة أن هذا الفحص قد لا يكون دقيقًا في كل الحالات، حيث يمكن أن يكون مرتفعًا في بعض الحالات غير المرتبطة بداء النقرس، ومنخفضًا في حالات الإصابة بالنقرس. يُعرف هذا التحليل أيضًا باسم “تحليل النقرس”.
- الفحص المخبري لعينة البول: يتم جمع عينة من البول لفحصها، حيث يمكن أن يظهر وجود بلورات حمض اليوريك المترسبة في البول، مما يشير إلى وجود داء النقرس.
- التصوير الطبي: يمكن أن يتم استخدام التصوير الإشعاعي، أو الموجات فوق الصوتية، أو التصوير الطبقي لتشخيص داء النقرس. هذه الفحوصات تساعد في رؤية التغيرات التي قد تحدث في المفاصل نتيجة لترسب بلورات حمض اليوريك.
- تحليل السائل المفصلي: في بعض الحالات، يمكن أن يتم جمع عينة من السائل في المفصل المصاب، وتحليلها للبحث عن بلورات حمض اليوريك، وهذا يمكن أن يؤكد تشخيص داء النقرس.
علاج داء النقرس
1- أدوية لعلاج نوبات النقرس:
يتوفر العديد من الأدوية التي تستخدم لتخفيف أعراض نوبات النقرس، والتي تتركز على مساعدة المريض على التخلص من الألم والالتهاب. يشمل ذلك استخدام:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): هذه الأدوية تتضمن الإيبوبروفين والنابروكسين، وهي تُستخدم لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم.
- دواء الكولشيسين (Colchicine): يُعتبر مضادًا فعالًا للألم خلال نوبات النقرس، ولكن قد يُسبب آثارًا جانبية مثل الغثيان والقيء.
- الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): تُستخدم لتقليل الالتهاب والألم، وتشمل آثارها الجانبية تغير المزاج وارتفاع ضغط الدم.
2- أدوية لمنع مضاعفات النقرس:
إذا كنت تعاني من تكرار نوبات النقرس أو مشاكل صحية أخرى، قد يوصي الطبيب بأدوية لمنع مضاعفات النقرس، والتي تتضمن:
- مثبطات إفراز حمض البوليك: تقلل من إفراز حمض البوليك في الجسم، مثل ألوبيورينول وفيبوكسوستات.
- أدوية تعزيز إخراج حمض البوليك: تُساعد على زيادة إخراج حمض البوليك من الجسم عبر البول، مثل البروبينيسيد.
3- نمط الحياة والعلاجات المنزلية:
بالإضافة إلى الأدوية، يمكن اتباع نمط حياة صحي يُساعد في علاج والوقاية من النقرس، والذي يشمل:
- تجنب الأطعمة الغنية بالبورينات: يجب تقليل تناول اللحوم الحمراء والأحشاء والمأكولات البحرية الغنية بالبورينات.
- ممارسة الرياضة بانتظام وإنقاص الوزن: يُعتبر الحفاظ على وزن الجسم الصحي وممارسة الرياضة الهوائية أمورًا مهمة للحد من نوبات النقرس.
- تناول الكثير من السوائل: يُنصح بشرب الكثير من الماء وتجنب المشروبات الكحولية والمشروبات المحلاة بسكر الفواكه.
كيفية التعايش مع مرض النقرس
بالنظر إلى صعوبة علاج النقرس بشكل نهائي لدى بعض الأفراد، يُفضل اتباع التوجيهات التالية لتخفيف أعراض النقرس لدى الرجال والنساء وتحسين جودة الحياة:
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب تضمين الفواكه والخضروات بكميات وفيرة في النظام الغذائي، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء للحد من ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.
- التقليل من التوتر: يُعتبر التوتر عاملًا مساهمًا في تفاقم نوبات النقرس، لذا من المهم ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل لتقليل مستويات التوتر.
- الحفاظ على الوزن المثالي: السيطرة على الوزن وتخفيض الوزن الزائد يمكن أن يقلل من تكرار حدوث نوبات النقرس وتخفيف الأعراض.
- اتباع توجيهات الطبيب والمعالج الصحي: من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج وتناول الأدوية كما هو موصوف بها.
- الإقلاع عن التدخين: يعتبر التدخين عاملاً يمكن أن يزيد من خطر تفاقم أعراض النقرس، لذا يُفضل الإقلاع عنه.
- تجنب المشروبات الكحولية: قد تزيد المشروبات الكحولية من ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم، لذا يُنصح بتجنبها أو تقليل استهلاكها.
- تناول فيتامين سي: يُظهر البعض أن تناول فيتامين سي قد يساعد في علاج وتخفيف أعراض النقرس.
- شرب السوائل بكميات كافية: يجب شرب كميات كافية من الماء والسوائل للمساعدة في تخليص الجسم من حمض اليوريك ومنع تكون البلورات.
يجب مراعاة أنه بتطبيق هذه التوجيهات جنبًا إلى جنب مع تناول الأدوية الموصوفة، يمكن تحقيق الشفاء النهائي من النقرس وتحسين الحالة الصحية بشكل عام.
الوقاية من مرض النقرس
من الصعب تحديد الوقاية المثالية من داء النقرس، ولكن يمكن اتباع بعض الإرشادات الصحية لتقليل خطر الإصابة بالمرض، وتشمل:
- تناول غذاء صحي: يجب تضمين الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة في النظام الغذائي، مما يساهم في تقليل خطر الإصابة بداء النقرس.
- الاعتدال في تناول اللحوم والأسماك: يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء وزيادة استهلاك الأسماك، مما يمكن أن يخفف من تكون بلورات حمض اليوريك.
- شرب السوائل بكميات كافية: من المهم شرب كميات كبيرة من الماء يومياً، حوالي 2-4 لتر، للمساعدة في تخليص الجسم من حمض اليوريك.
- تجنب العوامل المسببة للتوتر والتدخين والكحول: يمكن أن يزيد التوتر وتعاطي التبغ والكحول من خطر الإصابة بداء النقرس، لذا يجب تجنبها قدر الإمكان.
- تحسين الوضع الصحي وخفض الوزن الزائد: الحفاظ على وزن صحي يمكن أن يقلل من ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالنقرس.
- استبدال البروتين بمنتجات الألبان قليلة الدسم: يمكن استبدال البروتين من مصادر أخرى بمنتجات الألبان قليلة الدسم، مما يساهم في تحسين الوضع الصحي بشكل عام.
باتباع هذه التوجيهات والتعليمات الصحية، يمكن تقليل خطر الإصابة بداء النقرس وتحسين الصحة العامة.