تعاني غالبية الفتيات والنساء من آلام التي تصاحب الدورة الشهرية المعروفة أيضًا بألم الحيض أو عسر الطمث، وذلك في وقت محدد من كل شهر بدايةً من مرحلة البلوغ وحتى سن انقطاع الطمث، هذه الفترة تمتد لمرحلة طويلة تتراوح بين 40 و45 سنة من حياة المرأة.
غالبًا ما تكون الدورة الشهرية مرتبطة بتقلصات مؤلمة تبدأ قبل نزول الدم بيوم أو يومين، وتنتهي عادةً عند بدء النزيف وهذه التقلصات تسبب إطلاق مواد كيميائية تعرف بالبروستاجلاندين والتي يتم إفرازها في بطانة الرحم عند بدء انهيار البطانة وتخلص الرحم منها.
معلومات عن الدورة الشهرية
دورة الحيض هي عملية تتكرر شهريًا حيث يتهيأ الجسم للحمل في كل شهر، حيث يقوم أحد المبيضين بإنتاج بويضة وهذه العملية تعرف بالإباضة التغيرات الهرمونية في هذه الفترة تجهز الرحم لاستقبال الحمل إذا لم تخصب البويضة خلال عملية الإباضة تبدأ بطانة الرحم التي تكونت بالخروج عبر المهبل وهذه هي فترة الحيض، عادةً ما تكون أعراض ما قبل الدورة الشهرية التي تظهر في اليوم السابق لنزولها مزعجة ومؤلمة مثل تشنجات البطن، ولمعرفة جميع التفاصيل الخاصة بها وطريقة تنظيمها تواصلوا مع مشافي ميدك عرب.
علامات قرب الدورة الشهرية
تتشابه أعراض الدورة الشهرية للنساء المتزوجات وغير المتزوجات ولا توجد أي اختلافات بينهما، وهناك أعراض تبدأ في الظهور ما قبل بدء الدورة الشهرية بيوم وتشمل ما يلي :-
مغص الدورة الشهرية
تعد آلام قبل الدورة الشهرية من أبرز الأعراض التي تسبق فترة الحيض هي الآلام في منطقة البطن أو التقلصات في الحوض الناجمة عن الدورة الشهرية، وتعرف بعسر الطمث الأولي، وهو الناتج عن أسباب طبيعية، ألم البطن قبل الدورة خاصة في اليوم الذي يسبق نزولها من أعراض الدورة الشهرية الشائعة.
ألم الثدي
يحدث تورم وألم الثدي قبل نزول الدورة الشهرية نتيجة لزيادة مستويات هرمون البروجسترون الذي يؤدي إلى تضخم وانتفاخ الغدد في الثدي خلال فترة الإباضة، وقد تسبب هذه التغيرات في الغدد في الشعور آلام الثدي قبل فترة الحيض أو خلالها.
قد يكون تورم وألم الثدي قبل الدورة قد تشعر بعض النساء بألم خفيف بينما قد يعاني البعض الآخر من ألم شديد وشعور بالثقل وتكتلات في الثدي.
مشاكل الأمعاء
الأمعاء تتأثر بالتغيرات الهرمونية لذلك فإن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في نمط عمل الأمعاء قبل وخلال الفترة نفسها أثناء الدورة الشهرية يمكن أن يتسبب البروستاجلاندين الذي يسبب تقلصات الرحم في حدوث تقلصات في الأمعاء وتكرار التبرز أثناء فترة الحيض.
آلام الرأس قبل الدورة الشهرية
يمكن أن يتمثل ألم قبل الدورة الشهرية في حالة الصداع الذي يعرف بصداع الدورة الشهرية وخاصة الصداع النصفي يحدث ذلك نتيجة لتحفيز هرمون الاستروجين لزيادة مستويات هرمون السيروتونين في الدماغ.
تؤدي الزيادة في مستويات هذا الهرمون ومستقبلاته في الدماغ إلى تفاقم الصداع خاصة عند النساء اللواتي يعانين عادةً من الصداع النصفي وهو من أكثر أنواع الصداع شهرة.
تقلبات المزاج
في بعض الأحيان يمكن أن تكون الأعراض النفسية قبل الدورة الشهرية أشد تأثيرًا من الأعراض الجسدية حيث قد تشعر المرأة بالاكتئاب والتوتر العاطفي والقلق، ويُعزى السبب في هذه التقلبات المزاجية والعاطفية إلى التغيرات في مستويات الهرمونات.
أسباب تغير موعد الدورة الشهرية
هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تسبب تغير موعد الدورة الشهرية بدءًا من التوتر وصولًا إلى الحالات الطبية التي قد تكون خطيرة، ومن هذه الأسباب:
أولًا الحالات الصحية
عادةً تستمر فترة الحيض تستمر الدورة الشهرية عند النساء من 4 إلى 7 أيام وعادةً ما تكرر كل 28 يومًا، و تعتبر الدورة طبيعية إذا جاءت بين كل 21 إلى 35 يومًا ولكن قد تحدث اضطرابات تجعل الدورة تأتي مبكرًا قبل 21 يومًا أو متأخرًا بعد 35 يومًا، وقد يتغير تدفق الحيض ليصبح أكثر غزارة أو أخف من المعتاد.
تشمل الأسباب الطبية التي تؤدي إلى تغيير توقيت الدورة الشهرية:
- مرض التهاب الحوض
يحدث مرض التهاب الحوض نتيجة لعدوى بكتيرية يمكن أن تؤدي هذه العدوى في الأعضاء التناسلية إلى عدم انتظام في الدورة الشهرية.
- الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)
يتحلل نسيج بطانة الرحم في كل شهر ويخرج مع تدفق الحيض وفي حال الانتباذ البطاني الرحمي يبدأ نسيج بطانة الرحم في النمو خارج الرحم، وقد ينمو أحيانًا على الأمعاء أو الجهاز الهضمي السفلي وكذلك في المنطقة بين المستقيم والرحم.
- متلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome)
في حالات الإصابة بتكيس المبايض يتم إنتاج كمية كبيرة من هرمون الأندروجين Androgen، ويمكن أن تمنع التغييرات الهرمونية البويضات من النضوج، لذا قد لا تحدث عملية الإباضة بشكل منتظم.
قد تواجه المرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض اضطرابات في الدورة الشهرية أو انقطاعها بشكل كامل.
- الأورام الليفية في الرحم (Uterine fibroids) هي مجموعة من الأورام غير السرطانية التي تتواجد في الرحم. على الرغم من أنها عادة لا تسبب مشاكل صحية خطيرة، إلا أنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى أعراض مزعجة مثل النزيف الغزير والألم الشديد.
- قصور المبايض المبكر
فقدان الوظيفة الطبيعية للمبيضين قبل سن الأربعين، وقد تعاني النساء المصابات بقصور المبيض المبكر من اضطرابات في الدورة الشهرية.
- الاضطرابات في وظائف الغدة الدرقية
إن اضطراب الغدة الدرقية له تأثير على الدورة الشهرية، حيث يمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية إلى غزارة وزيادة في مدة الدورة الشهرية. أما فرط نشاط الغدة الدرقية فقد يتسبب في تقصير مدة الدورة الشهرية.
- الاختلالات الهرمونية
تتحكم هرمونات الإستروجين والبروجسترون في سماكة بطانة الرحم وزيادة مستويات هذه الهرمونات يمكن أن تؤدي إلى نزيف شديد، وتعتبر الاختلالات الهرمونية أكثر انتشارًا بين الفتيات في مرحلة البلوغ كما أنها شائعة بين النساء اللواتي يقتربن من سن اليأس.
ثانيًا أسلوب الحياة
هناك أسباب مرتبطة بطبيعة الحياة تعتبر من بين العوامل التي تؤدي إلى تغيير موعد الدورة الشهرية، ومن هذه الأسباب:
- الضغوطات النفسية ونمط الحياة
يرتبط التوتر بحدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، حيث يؤدي التوتر والضغط النفسي إلى إفراز الجسم لهرمونات معينة الأدرينالين (Adrenaline)، و الكورتيزول (الكورتيزول)، ويمكن لهذه الهرمونات أن تتداخل مع الهرمونات الجنسية التي تسيطر على الدورة الشهرية .
- ممارسة التمارين الرياضية
قد يؤدي الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية إلى تأثير على الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية مما يتسبب في حدوث اضطرابات فيها.
- فقدان الوزن السريع
فقدان الوزن الكبير أو الالتزام بنظام غذائي قاسي يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية، وقد يؤدي إلى انقطاعها أو تقليل غزارتها.
ثالثًا أسباب أخرى لتغيير موعد الحيض
توجد أسباب أخرى قد تؤدي إلى تغيير موعد الدورة الشهرية، منها:
- وسائل تنظيم الحمل
قد يسبب البدء باستخدام وسائل منع الحمل أو التوقف عن الاستخدام يمكن أن يغير موعد الدورة الشهرية مثل: حبوب منع الحمل الهرمونية، الغرسات، واللولب.
تحتوي معظم أقراص منع الحمل على هرموني الإستروجين والبروجستين، وتعمل هذه الأقراص على منع الحمل من خلال وقف إنتاج البويضات من قبل المبيضين مما يؤثر على الدورة الشهرية.
- تناول بعض الأدوية
قد تؤثر بعض الأدوية على الدورة الشهرية مما يجعلها أكثر غزارة، مثل الأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المضادة للتخثر مثل أدوية الصرع أدوية الصرع وأدوية العلاج الكيميائي.
- الحمل والرضاعة الطبيعية
قد يعتبر عدم وجود الدورة الشهرية مؤشرًا مبكرًا على الحمل، كذلك تؤجل الرضاعة الطبيعية عادةً عودة الحيض بعد الولادة لأن هرمون البرولاكتين الذي يحفز إنتاج الحليب يمنع حدوث الإباضة، ولذلك قد تواجه بعض النساء اللواتي يرضعن أطفالهن بشكل كامل غياب الدورة الشهرية.
- فترة ما قبل انقطاع الطمث
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث تعتبر المرحلة الأولى من عملية انقطاع الطمث، وهي غالبًا تحدث عندما تكون المرأة في الأربعينات من عمرها في العادة تبدأ هذه المرحلة قبل 4 إلى 8 سنوات من بداية الانقطاع الكامل للطمث، وتشهد خلالها اضطرابات في الدورة الشهرية، حيث يمكن أن تصبح أطول أو أقصر.
آلام الدورة الشهرية
تشمل أعراض تقلصات الدورة الشهرية ما يلي:
- ألم نابض أو تشنجي في أسفل البطن قد يكون شديدًا.
- يبدأ الألم من 1 إلى 3 أيام قبل الدورة الشهرية، ويبلغ ذروته بعد بدايتها بـ 24 ساعة، وتتراجع الأعراض خلال 2 إلى 3 أيام.
- وجع مستمر وممل.
- ألم يمتد ليشمل أسفل الظهر والفخذين.
- تشعر بعض النساء أيضًا بالغثيان.
- البراز الرخو.
- الصداع.
- الدوخة.
يجب عليك زيارة الطبيب في الحالات التالية
- إذا كانت تقلصات الدورة الشهرية المؤلمة تعطل حياتك كل شهر.
- إذا كانت الأعراض تتفاقم لديك بشكل تدريجي.
- إذا بدأت تشعرين بتقلصات شديدة في الدورة الشهرية بعد سن 25 عامًا.
أسباب آلام الدورة الشهرية
تحدث تقلصات الرحم أثناء الدورة الشهرية لطرد الدم والخلايا العالقة ببطانة الرحم.
تلعب البروستاغلاندينات، وهي مواد شبيهة بالهرمونات تسبب الألم والالتهاب دورًا في تحفيز تقلصات عضلات الرحم، وقد تحدث تقلصات مؤلمة بسبب:
- الانتباذ البطاني الرحمي هو نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، وعادة ما ينمو على قناتي فالوب أو المبيضين أو الأنسجة المبطنة للحوض.
- الأورام الليفية في الرحم، قد تتسبب هذه الأورام الحميدة في جدار الرحم في الشعور بالألم.
- العضال الغدي هو حالة تبدأ فيها الأنسجة التي تبطن الرحم بالنمو داخل الجدران العضلية للرحم.
- مرض التهاب الحوض عادةً ما تكون العدوى في الأعضاء التناسلية ناجمة عن بكتيريا تنتقل عبر الاتصال الجنسي.
- تضيق عنق الرحم، تعاني بعض النساء من صغر فتحة عنق الرحم بشكل يعيق تدفق دم الحيض، مما يسبب زيادة مؤلمة في الضغط داخل الرحم.
أسئلة شائعة
كيف يمكن تتبع الدورة الشهرية؟
لتحديد ما هو الوضع الطبيعي بالنسبة لابد من بتسجيل جميع التفاصيل المتعلقة بدورة الحيض في تقويم، ومتابعة تاريخ بدء الدورة كل شهر على مدار عدة أشهر متتالية لمعرفة مدى انتظام الدورة الشهرية.
إذا كان هناك شيء يثير قلق بشأن الدورة الشهرية، فاحرصي فلابد من متابعة الأمور التالية كل شهر:
- تاريخ الانتهاء: هل مدة استمرار الدورة الشهرية معتادة؟ هل هي أطول أو أقصر من المعتاد؟
- الدفق: تسجيل شدة النزيف هل يبدو أخف أو أكثر كثافة من المعتاد؟ كم مرة تحتاجين لتغيير التمبون أو الفوط الصحية؟ هل لاحظت وجود أي تجلطات دموية مع دم الدورة الشهرية؟
- تغيرات النزيف: هل لديك نزيف بين فترات الحيض؟
- الألم:وصفي أي ألم تحس به الأنثى خلال الدورة الشهرية، و هل يشتد الألم أكثر من المعتاد؟ من الطبيعي أن تشعري ببعض التشنجات أو الألم خلال هذه الفترة.
- تغيّرات أخرى: هل لاحظت أي تغييرات في المزاج أو السلوك؟ هل وقعت أحداث جديدة عند ملاحظة التغيرات في الدورة الشهرية؟
ما الذي أستطيع القيام به للوقاية من اضطرابات الدورة الشهرية؟
يساعد مركز ميدك عرب في تقديم مجموعة من النصائح التي تساعد في التخفيف من آلام الطمث، ومنها:
- الحد من تناول الكافيين والكحول والملح والسكريات.
- الالتزام بروتين منتظم من التمارين الرياضية المعتدلة وممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة أربع أو خمس مرات في الأسبوع.
- الحد من الضغوط النفسية والإجهاد اليومي في الحياة فعلى الرغم من أن التوتر والإجهاد النفسي ليسا من الأسباب الرئيسية لعسر الطمث، إلا أن تقليل التوتر والإجهاد النفسي يمكن أن يُساهم في تخفيف شدة آلام عسر الطمث.
- تجنب التدخين أو استعمال منتجات التبغ الأخرى.