هشاشة العظام، أو ما يُعرف بمرض تقليل كثافة العظام، يمثل تحديًا صحيًا جوهريًا يواجهه ملايين الأشخاص حول العالم، وتتسبب هذه الحالة في تقليل كثافة العظام، مما يجعلها أكثر هشاشة وعرضة للكسور، وهي تُعد مشكلة صحية خطيرة تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والجودة العامة للحياة للأفراد المصابين بها.
وتتضمن أسباب هشاشة العظام عوامل متعددة مثل نقص الكالسيوم وفيتامين D، والعوامل الوراثية، ونمط الحياة غير الصحي، مما يجعل الوقاية والعلاج أمرًا حيويًا.
اعراض هشاشة العظام
تتطلب أعراض هشاشة العظام فهمًا دقيقًا للتعرف على تداعياتها على الجسم في المراحل المبكرة من ضعف كتلة العظم، فقد لا تظهر أية آلام أو أعراض واضحة، ومع ذلك، عندما يتقدم المرض وتبدأ العظام في التأثر، قد تظهر أعراض هشاشة العظام بالشكل التالي:
- آلام في الظهر قد تكون حادة في حالة حدوث شرخ أو انهيار في الفقرات.
- فقدان الوزن مع مرور الوقت وانحناء القامة.
- حدوث كسور في الفقرات، وفي مفاصل كف اليدين، وفي حوض الفخذين، أو في أماكن أخرى من العظام.
وتظهر مشافي ميديك عرب، كمراكز طبية رائدة في المنطقة، تتخذ من فهم وعلاج هشاشة العظام مسألة ذات أولوية.حيث يقدم المشفى فريقًا من الأطباء والمتخصصين المجهزين تجهيزًا جيدًا، الذين يستخدمون أحدث التقنيات والمعدات لتقديم الرعاية الشاملة والفعالة للمرضى.
أسباب هشاشة العظام
ترتبط بمتانة وكثافة العظام، حيث تعتمد كثافة العظام على مستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم، بالإضافة إلى المعادن الأخرى التي تشارك في تكوينها، وعندما تكون العظام فقيرة في هذه المعادن، تفقد القدرة على الدعم الداخلي، مما يزيد من احتمالية الكسور والضعف.
عملية تجديد الأنسجة العظمية تحدث طوال العمر، مع ذروتها في منتصف العقد الثالث من العمر، حيث يتم إنتاج النسيج العظمي بوتيرة أعلى مما يتم تفكيكه، ومع تقدم العمر يصبح فقدان الأنسجة العظمية أسرع من قدرة الجسم على إنتاجها.
وللنساء، يزداد خطر هشاشة العظام بشكل ملحوظ بعد انقطاع الطمث، نتيجة هبوط مستويات هرمون الاستروجين، وتأثر كمية الأنسجة العظمية التي تتراكم منذ الشباب بشكل كبير على خطر الإصابة بالهشاشة في سن متقدم.
عوامل زيادة خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام
- الجنس: النساء يواجهن خطرًا أعلى من الإصابة بمرض هشاشة العظام مقارنة بالرجال، نظرًا لبدايتهن بمستويات أقل من الكتلة العظمية ولمتوسط عمر متوقع أطول.
- سن اليأس: هبوط مستويات الأستروجين في سن اليأس يزيد من فقدان الكتلة العظمية، وخاصة لدى النساء ذوات البنية الدقيقة.
- نقص هرمون التستوستيرون: يزيد من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام لدى الرجال، خاصة كبار السن.
- العمر: كلما زاد العمر، زادت احتمالية الإصابة بمرض هشاشة العظام نظرًا لتدهور كثافة العظام.
- التاريخ العائلي: إذا كانت هناك حالات من مرض هشاشة العظام في العائلة، يزيد ذلك من خطر الإصابة.
- بنية الهيكل العظمي: الأشخاص ذوو بنية جسم دقيقة أو صغيرة أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب كتلة عظمية أصغر.
- التدخين: يُعتقد أن التدخين يؤدي إلى ضعف العظام، ولكن الدور الدقيق للتبغ في هشاشة العظام لا يزال موضوعًا للبحث.
- اضطرابات الأكل: مثل اضطراب فقد الشهية العصبي أو النهم العصبي، تؤدي إلى ضعف الكتلة العظمية.
- استخدام بعض الأدوية: مثل الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل، والتي تستخدم لمعالجة الأمراض المزمنة، يمكن أن تؤثر سلبًا على العظام.
- زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية: قد يسبب فرط الدرقية زيادة في فقدان الكتلة العظمية.
- الأدوية الأخرى: بعض الأدوية مثل هيبارين وميثوتريكسيت يمكن أن تؤثر على صحة العظام.
- سرطان الثدي: يزيد من خطر هشاشة العظام لدى النساء، خاصة بعد تلقي العلاجات الكيميائية.
- نقص استهلاك الكالسيوم وفيتامين د: يسهم في نقص كثافة العظام وزيادة خطر هشاشة العظام.
- أسلوب حياة غير نشط: قد يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض بسبب عدم ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- استهلاك المشروبات الكحولية: الإفراط في استهلاك الكحول يمكن أن يؤثر على صحة العظام بشكل سلبي
- الإصابة بالاكتئاب: يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى فقدان الكتلة العظمية بشكل ملحوظ.
مضاعفات هشاشة العظام
تشمل مضاعفات هشاشة العظام الكسور، وهي الأكثر شيوعًا وخطورةً بين المصابين بهذا المرض، فقد تحدث معظم الكسور في العمود الفقري وفي عظام حوض الفخذين، ويعزى ذلك إلى أن هذه العظام تتحمل جزءًا كبيرًا من وزن الجسم.
كما يمكن أن تنجم كسور حوض الفخذين عن حوادث السقوط وتكون خطيرة بما في ذلك إمكانية حدوث العجز أو حتى الوفاة نتيجة للتعقيدات الجراحية، خاصةً لدى كبار السن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن كسور أكفّ اليدين شائعة بين مرضى هشاشة العظام، وعادةً ما تحدث نتيجة للسقوط، كما يمكن أن تحدث كسور في العمود الفقرى دون حدوث حوادث سقوط بسبب ضعف العظام، وهذا يؤدي إلى انضغاط الفقرات وآلام حادة في الظهر، مما يستلزم فترة استشفاء طويلة.
تشخيص هشاشة العظام
يتم عادةً عن طريق تقييم كثافة العظام، حيث تُعتبر قلة كثافة العظم أو الكتلة العظمية المتدنية خطوة مبدئية نحو المرض، فيمكن للأطباء تحديد حالات قلة كثافة العظم أو المراحل المبكرة لهشاشة العظام باستخدام أدوات مثل:
- فحص كثافة العظام (DEXA): هو الطريقة الأكثر استخدامًا ودقة لقياس كثافة العظام، ويستخدم الأشعة السينية المزدوجة لتحديد كثافة العظام في العمود الفقري، وعظام حوض الفخذ، ومفصل كف اليد، فيُعد هذا الفحص سريع وسهل التنفيذ ويُظهر نتائج دقيقة.
- فحوصات أخرى: بالإضافة إلى DEXA، هناك أساليب أخرى لقياس كثافة العظام مثل التصوير بالأشعة فوق الصوتية والتصوير المقطعي المحوسب، التي تتيح قياسات دقيقة وتُستخدم أحيانًا للتأكد من النتائج أو للتقييم المتكرر.
طرق علاج هشاشة العظام
العلاجات الهرمونية
في الماضي، كانت العلاجات الهرمونية المأخوذة عن طريق الفم تُستخدم كعلاج أساسي لهشاشة العظام. لكن نظرًا للمخاوف المتزايدة حول سلامتها وظروف استخدامها، وظهور أنواع أخرى من العلاجات، تقلصت استخداماتها واليوم، لا تزال تُوصى بالعلاجات الهرمونية لبعض الحالات عند الحاجة، مع توفرها عبر اللاصقات، والمراهم، أو الحلقات المهبلية.
الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب
إذا لم يكن العلاج الهرموني مناسبًا أو غير فعّال، يمكن للأطباء وصف أنواع من الأدوية التي تساعد في إبطاء فقدان الكتلة العظمية أو زيادتها مع مرور الوقت، وتُعطى هذه الأدوية بوصفة طبية.
علاج هشاشة العظام بالتغذية
يجب أن يتضمن النظام الغذائي لمرضى هشاشة العظام العناصر الغذائية الضرورية لصحة العظام ومن أبرز هذه العناصر ما يلي:
الكالسيوم: يحافظ على قوة العظام ويقلل من خطر الإصابة بترقق العظام.
فيتامين د: يعزز امتصاص الكالسيوم، مما يساعد في الحفاظ على كثافة العظام.
البروتين: يلعب دورًا هامًا في بناء وصيانة الأنسجة العظمية.
المغنيسيوم: يساهم في تكوين العظام والحفاظ على قوتها.
فيتامين ك: يعزز صحة العظام من خلال مساعدة الجسم في استخدام الكالسيوم.
الزنك: ضروري لنمو العظام وصيانتها.
تُظهر دراسات أن بعض العلاجات الطبيعية قد تساعد في تخفيف الألم وتحسين استقرار الهيكل العظمي، وبالتالي تقليل خطر الإصابات الناتجة عن السقوط لدى مرضى هشاشة العظام، وهذه العلاجات تشمل استخدام أجهزة خاصة لدعم الظهر وممارسة تمارين خاصة لشد العضلات الداعمة للظهر.
استهلاك كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د
يعد أساسيًا للحفاظ على صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام، خاصة مع تقدم العمر حيث يقل امتصاص الكالسيوم في الجسم، وتختلف الكميات الموصى بها حسب المرحلة العمرية والاحتياجات الفردية.
نصائح هامة لتعزيز الوقاية من هشاشة العظام
- يساهم النشاط البدني المنتظم في دعم صحة العظام وزيادة كثافتها.
- إضافة منتجات الصويا على مواد غذائية قد تعزز من صحة العظام.
- ينبغي الإمتناع عن التدخين حيث يؤثر سلبًا على كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- فحص إمكانية تلقي العلاجات الهرمونية للأفراد الذين يحتاجون إلى علاج هرموني، للحصول على التقييم المناسب.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية بإفراط، حيث يمكن أن يؤثر على استقلاب الكالسيوم وبالتالي على صحة العظام.
- يُعتبر الكالسيوم أساسيًا للحفاظ على قوة العظام، فيجب تضمين الأطعمة الغنية بالكالسيوم في النظام الغذائي.
- الكافيين قد يؤثر على امتصاص الكالسيوم، لذا ينبغي تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- استهلاك كميات كافية من فيتامين د، بعد استشارة الطبيب فهو يساعد في امتصاص الكالسيوم وبناء العظام، لذا من المهم تناوله بما يكفي بناءً على توصيات الطبيب.