تقدم مشافي اثيكا عملية زراعة القوقعة الصناعية الأكثر تطورًا وتقدمًا في العالم، لتمنحك وأحبائك فرصة العودة إلى عالم السمع مرة أخرى، أو لتجربة تجربة سماع الصوت لأول مرة.
فقدان حاسة السمع يشكل تحديًا للملايين حول العالم، من مختلف الأعمار والثقافات، وفي مواجهة فقدان حاد للسمع، قد لا تكون السماعات العادية كافية لتلبية الحاجة.
في مثل هذه الحالات، يأتي دور غرسة القوقعة الصناعية كحلاً تقنيًا مبتكرًا وفعالًا لاستعادة حاسة السمع. تعتمد عليها الآلاف حول العالم كوسيلة لاستعادة الاتصال بالعالم الصوتي والاستمتاع بالحياة بكل مفرداتها الصوتية.
ما هي القوقعية الصناعية؟
القوقعية الصناعية تُعتبر جهازاً إلكترونياً مبتكراً يُحسِّن القدرة على السمع، وتمثل بديلاً فعّالاً للأشخاص الذين يُعانون من فقدان حاد في السمع نتيجة لتلف في الأذن الداخلية، والذين يجدون صعوبة في الاستفادة من المعينات السمعية التقليدية.
باختلاف المعينات السمعية التي تُعمِّق الصوت فقط، تتجاوز القوقعية الصناعية الأجزاء المتضررة من الأذن لتوصيل الإشارات الصوتية مباشرة إلى العصب السمعي.
تتضمن العملية تركيب معالج صوتي خلف الأذن، حيث يُلتَقط الإشارات الصوتية ويُرسَلها إلى جهاز استقبال مزروع تحت الجلد خلف الأذن، ومن ثم يُرسَل الجهاز إشاراته إلى الأقطاب الكهربائية المزروعة في الأذن الداخلية، التي تشبه شكل القوقعة.
تحفز هذه الإشارات العصب السمعي، الذي بدوره يُوجِّهها إلى الدماغ، حيث يُفسِّرها كأصوات، ورغم أن هذه الأصوات قد لا تكون مُطابقة تماماً للأصوات الطبيعية، إلا أن المستخدمين يحققون تقدماً ملحوظاً في فهم الكلام خلال فترة تدريب تستمر بين ثلاثة وستة أشهر من بداية الاستخدام.
ما هي مكونات نظام غرسة القوقعة الصناعية؟
يتكون نظام زرع القوقعية الصناعية من مكونين رئيسيين: غرسة القوقعية ومعالج الصوت. تعتبر غرسة القوقعية المكون الداخلي للنظام، حيث يتم زرعها في الأذن لتحفيز العصب السمعي. أما معالج الصوت فيمثل المكون الخارجي، ويمكن ارتداؤه على الأذن أو إزالته منها.
لماذا يتم اجراء هذه العملية
تحسن الغرسات القوقعية القدرة على السمع لدى الأفراد الذين يعانون من فقدان شديد في السمع، حيث أصبحت بديلاً فعّالًا بالنسبة لهم بعدما فشلت المعينات السمعية التقليدية في تحسين حالتهم السمعية. تعمل الغرسات القوقعية على تحسين القدرة على التواصل وتعزيز جودة الحياة لهؤلاء الأفراد.
يمكن زرع الغرسات القوقعية في إحدى الأذنين (أحادية) أو في كلتا الأذنين (ثنائية). عادةً ما يتلقى البالغون غرسة قوقعية واحدة ومعين سمعي واحد في البداية، وقد يتم زرع غرستين قوقعيتين للبالغين بعد تقدم حالتهم. وتتم زرع الغرسات القوقعية في كلتا الأذنين في الوقت نفسه للأطفال الرضَّع والذين يتعلمون اللغة والتحدث، وخاصةً للأطفال الذين يعانون من فقدان حاد في السمع في كلتا الأذنين.
يمكن للبالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و12 شهرًا الاستفادة من الغرسات القوقعية.
هناك عدة فوائد لاستخدام الغرسات القوقعية، منها:
- تمكن المستخدمين من سماع الكلام بدون الحاجة إلى الإشارات البصرية مثل قراءة الشفاه.
- يساعد في التمييز بين أصوات البيئة الطبيعية في حياتهم اليومية.
- يتيح الاستماع في بيئة ضجيجية دون مشاكل.
- يساعد في تحديد مصدر الأصوات بشكل أدق.
- يتيح الاستماع للبرامج التلفزيونية والموسيقى وإجراء المكالمات الهاتفية بوضوح.
- يمكن أن يقلل من الرنين أو الطنين في الأذن المزروعة.
لتكون مؤهلاً لعملية الزرع القوقعي، يجب توافر الشروط التالية:
- عدم الاستفادة الكافية من المعينات السمعية حسب تقييمات السمع المتخصصة.
- الاستعداد للمشاركة في البرنامج التأهيلي والانخراط فيه.
- وجود توقعات واقعية حول قدرات الغرسات القوقعية على تحسين السمع.
- وجود فقدان شديد في السمع يؤثر على التواصل اللفظي.
مراحل تطبيق زراعة القوقعة الصناعية
1- قبل العملية
قبل جراحة زرع القوقعية، يجب أن تتخذ بعض التدابير الاستعدادية. يُجرى هذا النوع من الجراحات تحت تأثير التخدير العام، مما يعني أن المريض أو الطفل سيكونون في حالة شبيهة بالنوم أثناء العملية. يمكن أن تشمل التعليمات المسبقة التي يمكن أن يُعطى عليها ما يلي:
- توقف عن تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية لفترة معينة قبل الجراحة.
- الامتناع عن تناول الطعام أو السوائل لفترة محددة قبل الجراحة.
سيقدم الجراح تعليمات دقيقة لمساعدتك في الاستعداد الأمثل للعملية الجراحية.
2- اثناء العملية
أثناء إجراء عملية زرع القوقعية، يقوم الجراح بعمل شق صغير خلف الأذن، ثم يفتح ثقبًا صغيرًا في الجزء العظمي من الجمجمة ليوضع فيه الجهاز الداخلي.
بعد ذلك، يُجري الجراح فتحة صغيرة في القوقعة لتثبيت القطب الكهربائي للجهاز الداخلي، ويُخيط الشق الجلدي لإغلاقه وتحت الجلد.
3- بعد العملية
بعد العملية، قد تشعر أنت أو طفلك ببعض الانزعاج أو الضغط على الأذن التي تم زرع الجهاز فيها، بالإضافة إلى الدوخة أو الغثيان لفترة قصيرة. يُعتبر معظم الأشخاص في حالة صحية جيدة بما يكفي للعودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة.
سيقوم اختصاصي السمعيات بتشغيل الجهاز وضبطه بعد العملية.
بعد العملية، ستخضع أنت أو طفلك لتقييم طبي شامل لتحديد مدى ملائمة الغرسات القوقعية. سيتضمن التقييم الفحصات التالية:
- اختبارات السمع والتخاطب، وأحيانًا فحص التوازن.
- الفحص الجسدي لتقييم الحالة الصحية والبنية التشريحية.
- التصوير الطبي بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي للجمجمة لتقييم حالة قوقعة الأذن والهيكل الداخلي للأذن.
سيتعاون الجراح واختصاصي السمعيات لتحديد النوع الأنسب من الغرسات القوقعية حسب الاحتياجات. يتكون كل خيار من الغرسات القوقعية من أجزاء داخلية وخارجية، ويشمل الخيارات الممكنة:
- غرسة قوقعية داخلية مع وحدة خارجية مُثبَّتة على جانب الرأس. تتضمن هذه الوحدة معالج الكلام والميكروفون وجهاز الإرسال في جهاز واحد، ويمكن شحنها عند الحاجة.
- غرسة قوقعية مع معالج صوتي مُثبَّت خلف الأذن، وجهاز الإرسال مُثبَّت بجانب الرأس.
بعد جراحة زراعة القوقعة، يستغرق فترة النقاهة حوالي 4 أسابيع، حيث يلتئم الجرح وتبدأ الأصوات في أن تُسمع وتُدرك بوضوح. قد تحتاج إلى جلسات علاجية لتطوير مهارات مثل بدء الكلام بعد فهم الأصوات وضبط مستوى الصوت الذي تُصدره الأجهزة. بمجرد تحسن قدرتك على استشعار الإشارات الصوتية، قد يكون من الضروري ضبط إعدادات الجهاز بانتظام خلال جلسات متابعة مع أخصائي السمعيات.
4- تنشيط زرعة قوقعة الاذن
في مرحلة التفعيل، يقوم اختصاصي السمع بإجراء الإجراءات التالية لتنشيط زرعة قوقعة الأذن (الطُعم القوقعي):
- يقوم بضبط معالج الصوت بشكل يتناسب مع احتياجاتك أو احتياجات طفلك.
- يتحقق من أن مكونات الزرعة تعمل بشكل سليم.
- يقوم بتحديد الأصوات التي ستسمعها أنت أو طفلك من خلال الجهاز.
- يزودك بالمعلومات والتوجيهات حول العناية اللازمة بالجهاز وكيفية استخدامه بشكل صحيح.
- يقوم بضبط الجهاز لضمان أفضل أداء ممكن في السمع.
5- مرحلة اعادة التأهيل
فتتضمن تدريب الدماغ على فهم الأصوات المسموعة من خلال الغرس القوقعي. يبدو الكلام والضوضاء اليومية مختلفة عما تعودت عليه.
تحتاج عقلك إلى بعض الوقت للتعرف على هذه الأصوات، وتستمر هذه العملية بالتحسن مع الوقت، وتحقق أفضل النتائج إذا استمريت في ارتداء معالج الكلام أثناء ساعات اليقظة.
ستساعدك الزيارات المنتظمة للمتابعة على مدى الحياة، حيث يتم فحص وبرمجة الجهاز وإجراء الاختبارات السمعية، على الحصول على أقصى استفادة من الغرسات القوقعية.
نتائج العملية
تختلف نتائج جراحة زرع القوقعة من شخص لآخر، وتعتمد على عدة عوامل، مثل عمر الشخص في وقت فقدان السمع وفترة الزمن بين الفقدان والجراحة.
في حالات الأطفال، تكون النتائج عادة أفضل عند إجراء الزرع القوقعي في سن مبكرة، خاصة إذا كان الفقدان السمعي شديدًا منذ الولادة.
أما بالنسبة للبالغين، فإن أفضل النتائج ترتبط بفترة قصيرة من الفقدان الشديد للسمع قبل الجراحة. وعلى الرغم من أن الفائدة للبالغين ذوي السمع الضعيف أو المعدوم قد تكون أقل، إلا أن الوضع عادة يتحسن بشكل عام بعد الزرع القوقعي.
ومن النتائج المتوقعة:
- تحسين وضوح السمع، حيث يمكن للأشخاص الذين يستوفون معايير الزرع القوقعي أن يسمعوا بشكل أوضح مع استخدام الجهاز.
- تحسن في حالات طنين الأذن، حيث قد تقلل زرعة القوقعة من شدة الطنين أو تحسنه بشكل جزئي.
المخاطر الناتجة عن العملية
رغم أن جراحة زرع القوقعية تُعتبر بشكل عام آمنة للغاية، إلا أنها قد تشمل بعض المخاطر النادرة، منها:
- فقدان السمع المتبقي: يمكن أن ينتج زرع الجهاز عند بعض الأشخاص في بعض الحالات عن فقدان المتبقي من القدرة على السمع الطبيعي في الأذن التي تم فيها الزرع.
- التهاب السحايا: قد يحدث التهاب السحايا بعد الجراحة، والذي يشمل الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي. يتم تقديم تطعيمات للبالغين والأطفال قبل الجراحة لتقليل هذا الخطر، والذي يكون غالبًا نادرًا للغاية بحيث يُقدَر بواحد من كل 1000 شخص يخضع للعملية.
- فشل الجهاز: قد تتطلب بعض الحالات في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية لإصلاح جهاز داخلي معيب أو استبداله، والتي تحدث في أقل من 5% من الأشخاص على مدى عدة سنوات.
مضاعفات عملية زراعة القوقعة الصناعية
قد تكون هذه المضاعفات نادرة جدا ، والتي تتمثل في:
-
النزيف
-
شلل في الوجه
-
التهاب في موضع الجراحة
-
عدوى بفعل الجهاز
-
مشكلات متعلقة بالتوازن
-
الدوخة
-
مشكلات في التذوق
-
حالة جديدة أو متفاقمة من طنين الأذن
-
تسرب السائل النخاعي