يُعتبر الطعام الذي يتناوله الشخص المصاب بمرض السكري من بين أهم العوامل التي تؤثر على مستوى السكر في الدم. ومن هنا يكمن الأهمية الكبيرة لفهم ما يجب تناوله وتجنبه من الأطعمة، حيث إن بعض أنواع الطعام قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في نسبة السكر بالدم، ما يمثل خطرًا كبيرًا على صحة المريض.
لذلك، يعتبر اتباع نظام غذائي صحي الحل الأمثل لعلاج مرض السكري، خاصةً في المرحلة الثانية من المرض. فالنظام الغذائي السليم يساعد العديد من المرضى على تخفيف الأعراض والتحكم في مستوى السكر بشكل فعّال، وبالتالي يمكنهم العيش بصورة أفضل دون القلق من المضاعفات المحتملة.
في هذا المقال، ستعرض بكم مدونة “Midic Arab” أهمية النظام الغذائي لمرضى السكر، مع تقديم مقترحات لوجبات تناسب احتياجاتهم الغذائية. كما سنشدّد على أهمية الالتزام بالمتابعة الدورية مع الطبيب المختص وتناول الدواء المناسب بشكل مستمر، لضمان السيطرة الفعّالة على المرض وتجنب المضاعفات المحتملة.
لماذا يحتاج مرضي السكري الي نظام غذائي؟
عندما يُشخّص الفرد بمرض السكري أو مقدماته، من المرجح أن يوصي الطبيب بزيارة اختصاصي تغذية لوضع خطة غذائية ملائمة تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، وكذلك في الوزن وعوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب. تلك الخطة الغذائية تلعب دورًا حاسمًا في السيطرة على سكر الدم، المعروف أيضًا بغلوكوز الدم، وفي التحكم بالوزن، مما يسهم في الوقاية من مشاكل صحية خطيرة كارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم.
عند تناول السعرات الحرارية والكربوهيدرات بزيادة عن الحاجة، ترتفع مستويات السكر في الدم. وإذا لم يتم التحكم بشكل جيد في مستوى السكر في الدم، فقد يتسبب ذلك في مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك ارتفاع مستويات السكر في الدم، والذي يُعرف بالفرط في سكر الدم. وإذا استمر ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترة طويلة، فقد يسبب ذلك مضاعفات صحية مثل ضرر الأعصاب والكلى والقلب.
للحفاظ على مستويات سكر الدم في نطاق آمن، ينبغي على الفرد اتباع نظام غذائي صحي ومراقبة عاداته الغذائية بعناية. بالنسبة لمعظم المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن يُساعد إنقاص الوزن أيضًا في التحكم في مستوى السكر في الدم، مع تحقيق فوائد صحية إضافية. إذا كنت بحاجة إلى خسارة وزنك، فإن اتباع خطة غذائية صحية يمكن أن يساعدك على تحقيق هذا الهدف بشكل آمن ومتوازن.
ما هي انواع الطعام المناسبة لمريض السكري؟
تطرقنا سابقًا إلى أهمية النظام الغذائي في التحكم في مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، ولكن يجب أن يكون هذا النظام الغذائي جزءًا من استراتيجية شاملة للعناية بالصحة. يتطلب الأمر الالتزام بالتوجيهات الطبية والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص، بالإضافة إلى تناول الدواء في المواعيد المحددة بانتظام.
إذا تمكن المريض من التعامل مع مرض السكري بشكل صحيح واستغلاله لصالحه، فإنه يمكنه أن يحمي نفسه من شدة الأعراض والمضاعفات الخطيرة التي قد تهدد حياته، وبالتالي يمكنه الاستمتاع بحياة طبيعية ونشطة.
تناول النشويات يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم، لذا يجب على مرضى السكري تقليل استهلاك النشويات في وجباتهم، خاصة النشويات المركبة، والاعتماد بشكل أكبر على الحبوب الكاملة والبقوليات.
يفضل أن تحتوي وجبة مريض السكر على
- الكربوهيدرات الصحية:
- تركز الكربوهيدرات الصحية على الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة مثل البقوليات، وهي مصادر غنية بالألياف والعناصر الغذائية الأساسية.
- من الضروري تجنب تناول الكربوهيدرات ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل المشروبات الغازية والحلويات، حيث يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم.
- الأطعمة الغنية بالألياف:
- تشمل الألياف الغذائية الخضروات والفواكه والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة، والتي تساهم في تنظيم عملية الهضم ومستويات السكر في الدم.
- الألياف تمتص الماء وتساعد في تكوين البراز الذي يسهل عملية الإخراج، مما يساهم في منع الإمساك وتحسين صحة الجهاز الهضمي.
- الأسماك المفيدة لصحة القلب:
- ينصح بتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 مثل السلمون والماكريل والتونة، والتي تعتبر مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية.
- الأحماض الدهنية الأوميغا 3 تساهم في خفض مستويات الكوليستيرول الضار في الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- الدهون “المفيدة”:
- تشمل الدهون الصحية ثمار الأفوكادو والمكسرات وزيوت الكانولا والزيتون والفول السوداني، والتي تحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة تساهم في خفض مستويات الكوليستيرول الضار.
- يجب تجنب الإفراط في تناول الدهون بسبب ارتفاع السعرات الحرارية والتأثير السلبي على الوزن وصحة القلب.
ما هي الوجبات المفيدة لمريض السكري؟
فهناك بدائل كثيرة ملائمة ولا تشكل أي ضرر لمرضى السكر منها
- الأرز البني، الشوفان، والدقيق الكامل بدلاً من الأرز والدقيق الأبيض.
- البروتينات النباتية مثل الفول، المكسرات غير المملحة، وبعض أنواع البقوليات.
- صدور الدجاج لاحتوائها على نسبة منخفضة من الدهون.
- البيض.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
- زيوت صحية مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند.
- الزبد الطبيعي.
- الأجبان الطبيعية وقليلة الدسم.
- تناول الفواكه والخضروات الطازجة.
- تناول الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير.
- تناول البصل والباذنجان.
- تناول الفلفل الملون والجزر.
- تناول الأفوكادو.
يجب تحديد كمية الأطعمة المتناولة للوقاية من السمنة وزيادة الوزن، والحفاظ على مستوى السكر في الدم.
أكلات يجب على مريض السكر تجنبها
تسبب بعض الأطعمة ارتفاعاً مفاجئاً في مستوى السكر في الدم، مما يشكل خطراً على المرضى، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى نوبة سكر. هذه الأطعمة تشمل:
- المشروبات الغازية والمحلاة: تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والفركتوز، مما يرفع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ.
- الدهون الصناعية المشبعة: توجد في السمن النباتي ومبيضات القهوة، وتزيد من مقاومة الجسم للأنسولين وتسبب السمنة.
- الخبز الأبيض والمكرونة والأرز: ترفع نسبة الكربوهيدرات بها وتزيد من مستوى السكر في الدم.
- الزبادي المحلى بنكهة الفواكه: يحتوي على كمية عالية من السكر بالإضافة إلى الكربوهيدرات.
- القهوة ذات النكهات المختلفة: تحتوي على نسبة عالية من السكر والكربوهيدرات، مما يؤثر سلباً على مستوى السكر في الدم.
- العسل: يحتوي على نسبة عالية من السكر، ويجب تجنبه كبديل للسكر الأبيض.
- الفواكه المجففة: تحتوي على نسبة عالية من السكر بدون الألياف التي تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم.
- المقرمشات والوجبات الخفيفة: تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات وتفتقر إلى الألياف الطبيعية.
- عصائر الفاكهة: تزيد من مستوى السكر في الدم وتحتوي على كميات كبيرة من السكر.
- الأطعمة المقلية: تحتوي على دهون غير صحية ترفع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ وتزيد من الوزن.
لتحسين مستوى السكر في الدم والتحكم فيه، يجب على مريض السكري تجنب هذه الأطعمة واستبدالها بخيارات صحية ومتنوعة من الأطعمة.
اقتراحات لخطط غذائية لمرضي السكري
يمكنك اتباع بعض الطرق المختلفة لتحديد نظام غذائي صحي لمساعدتك في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي. بالتعاون مع اختصاصي النظم الغذائية، قد تجد طريقة واحدة أو أكثر من الطرق التالية مناسبة لك:
- طريقة الطبق: تقدم الجمعية الأمريكية لمرض السكري طريقة بسيطة تركز على تناول المزيد من الخضراوات، وتتضمن ملء نصف الطبق بالخضراوات غير النشوية، وربعه بالبروتين خفيف الدهن، وربعه الأخير بالكربوهيدرات مثل الأرز البني، مع إضافة الدهون الصحية بكميات قليلة، وحصة من الفاكهة أو الحليب ومشتقاته.
- حساب الكربوهيدرات: يجب على مريض السكري حساب كمية الكربوهيدرات التي يتناولها في كل وجبة، وهو ما يمكنه من ضبط جرعة الأنسولين وفقًا لذلك، ويمكن لاختصاصي النظم الغذائية شرح كيفية حساب حصص الطعام وقراءة ملصقات الطعام بشكل صحيح.
- اختيار الأطعمة: يمكن لاختصاصي النظم الغذائية أن يوصيك باختيار أطعمة محددة لمساعدتك في تنظيم وجباتك، ويمكنك اختيار عدد من الأطعمة من قوائم تتضمن فئات معينة مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
- المؤشر الغلايسيمي: بعض المصابين بمرض السكري يستخدمون المؤشر الغلايسيمي لاختيار الأطعمة، وهذه الطريقة تعتمد على تصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بناءً على تأثيرها في مستويات السكر في الدم.
تعتمد الطريقة المناسبة لك على احتياجاتك الشخصية وتفضيلاتك، ويمكن لاختصاصي النظم الغذائية مساعدتك في اختيار الطريقة الأفضل لك وتوجيهك خلال تنفيذ النظام الغذائي الملائم لك.
مثال علي وجباب طعام مريض سكري ليوم كامل
يمكن لنظامك الغذائي أن يتضمن:
- الإفطار: تناول خضار طازجة مثل الجرجير مع طبق من الفول المطبوخ بزيت الزيتون، مع رغيف من خبز الحبوب الكاملة وحليب قليل الدسم.
- الغداء: استمر في تناول الوجبات الصحية مع طبق من السلطة المليئة بالخضار المتنوعة وصدر فرخة مشوي، مع إضافة خضار مناسبة لتحقيق التوازن الغذائي.
- العشاء: تناول كوبًا من الزبادي قليل الدسم مع حبة فاكهة لإكمال الوجبة بطريقة خفيفة ومغذية.
تأكد دائمًا من استشارة الطبيب وطلب مساعدته في تحديد النظام الغذائي المناسب للمريض، حيث يمكن أن يساعدك الطبيب في تعديل النظام الغذائي بناءً على احتياجاتك الصحية الفردية ومعدلات السكر في الدم.
نتائج النطام الغذائي لمرضي السكري
الالتزام بخطة النمط الغذائي الصحي يُعتبر الطريقة المثلى للمحافظة على التحكم في مستوى سكر الدم وتجنب الإصابة بمضاعفات مرض السكري. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت بحاجة لإنقاص الوزن، يمكنك تعديل هذه الخطة لتناسب أهدافك الخاصة.
توفر الالتزام بالنظام الغذائي الصحي العديد من الفوائد الإضافية. يوصي هذا النظام بتناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات والألياف، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية وبعض أنواع السرطان. كما يمكن أن يساهم تناول مشتقات الحليب منخفضة الدسم في تقليل خطر نقص كتلة العظام.