“تعد جراحية تحويل المسار إحدى الإجراءات الجراحية الفعّالة للتخلص من الوزن الزائد ومعالجة السمنة المفرطة. يقوم هذا الإجراء بتقليص حجم المعدة وتغيير مسار مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام التي يمكن استيعابها وامتصاصها،
وبالتالي تحفيز فقدان الوزن. يُعتبر هذا الإجراء خيارًا شائعًا للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والتي لم تكن الوسائل الأخرى فعّالة في علاجها. تابعوا هذا المقال للتعرف على تفاصيل أكثر حول عملية تحويل مسار المعدة وكيفية تأثيرها على صحة الفرد وجودتها كخيار لإدارة الوزن.”
في هذا المقال، ستقدم لكم مدونة “midic arab” مزيدًا من المعلومات حول عملية تحويل مسار المعدة، بالإضافة إلى كيفية إجرائها، وأهم مميزاتها وعيوبها.
ماهي عملية تحويل المسار
تُعرف عملية تحويل مسار المعدة، المعروفة أيضًا بالمجازاة المعدية، كإجراء جراحي يهدف إلى تقليل الوزن الزائد. تستهدف هذه العملية تقليل حجم المعدة، مما يساعد على الشعور بالشبع بشكل أسرع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عملية تحويل مسار المعدة تغير طريقة امتصاص الطعام من خلال تحويل جزء من المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى عدم امتصاص الجسم لكل السعرات الحرارية المتواجدة في الطعام.
تتضمن العملية إنشاء كيس صغير في المعدة وربطه مباشرة بالأمعاء الدقيقة. عند تناول الطعام، يمر الطعام إلى هذا الكيس الصغير ثم يتجه مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، متجاوزًا بذلك المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. وبهذه الطريقة، يقلل الجسم من امتصاص كل السعرات الحرارية الموجودة في الطعام.
تقدم مشافي ميديك عرب أفضل عمليات التخسيس بمرافق طبية متطورة وفريق طبي متخصص، لضمان تحقيق أفضل النتائج للمرضى.
اسباب اللجوء الي عملية مسار المعدة
اللجوء إلى عملية تحويل المسار قد يكون بسبب عدة أسباب تتعلق بالصحة والجودة الحياتية، وتشمل هذه الأسباب:
- السمنة المفرطة: يعاني الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة من زيادة الوزن الزائد الذي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
- عدم فاعلية البرامج الغذائية والرياضية: بعض الأشخاص قد يجدون صعوبة في تحقيق فقدان الوزن المطلوب من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.
- مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة: من بين هذه المشاكل مرض الارتجاع المعدي المريئي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، ومرض السكري من النوع الثاني.
- تحسين الجودة الحياتية: قد يسعى الأشخاص إلى إجراء عملية تحويل المسار لتحسين جودة حياتهم وزيادة مستوى النشاط والحيوية.
- الرغبة في التغيير الجذري: بعض الأشخاص قد يختارون عملية تحويل المسار كخيار لتغيير نمط حياتهم وتحقيق هدف الوزن المثالي.
هذه أمثلة عامة على الأسباب التي قد يلجأ الأشخاص إلى عملية تحويل المسار، ويجب على كل فرد استشارة الطبيب المختص لتقييم حالته الصحية واتخاذ القرار المناسب بشأن العلاج المناسب.
الاشخاص المرشحون لعملية مسار المعدة
الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 35 كجم أو أعلى ويعانون من أمراض عضوية أو مزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم يُعتبرون مرشحين لإجراء عملية تحويل المسار للمساعدة في إدارة وزنهم وعلاج تلك الحالات الصحية المصاحبة.
أما الأشخاص الذين يملكون مؤشر كتلة الجسم يبلغ 40 كجم أو أكثر، فهم يعتبرون مرشحين جيدين للخضوع لعملية تحويل المسار لتحقيق فقدان الوزن وتحسين الصحة العامة.
أما بالنسبة لمرضى السكر النوع الثاني ومرضى فتق الحجاب الحاجز وارتجاع المرئ، فإن عملية تحويل المسار قد تكون خيارًا جيدًا للتحكم في تلك الحالات المرتبطة بالسمنة والتخفيف من أعراضها وتحسين جودة الحياة.
مميزات عملية مسار المعدة
إليك بعض الفوائد المحتملة لعملية تحويل مسار المعدة:
- تقليل وقت العملية: من الممكن تقليل وقت إجراء العملية إلى ما يقارب 45 إلى 60 دقيقة، مما يقلل من فترة التخدير والوقت في الغرفة الجراحية.
- تقليل مخاطر انسداد الأمعاء: يعتبر تحويل مسار المعدة إجراءً أقل تعقيدًا قد يقلل من مخاطر انسداد الأمعاء بشكل عام.
- فقدان الوزن: تظهر العديد من الدراسات أن عملية تحويل مسار المعدة تسفر عن فقدان وزن كبير لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.
- تحسين المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة: يمكن أن تساعد عملية تحويل مسار المعدة في التخلص من مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- تحسين الجودة الحياتية: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن الناتج عن عملية تحويل مسار المعدة إلى تحسين الجودة الحياتية للمرضى وزيادة مستوى النشاط والحيوية.
يرجى ملاحظة أن هذه الفوائد قد تختلف من شخص لآخر وقد تتأثر بالحالة الصحية والعوامل الشخصية لكل فرد. يجب على المريض استشارة الطبيب المختص للحصول على المزيد من المعلومات حول فوائد ومخاطر عملية تحويل مسار المعدة.
كيف يتم اجراء عملية مسار المعدة؟
تتم عملية تحويل المسار من خلال التخدير العام، وتتضمن خطوتين رئيسيتين:
الخطوة الأولى: تهدف هذه الخطوة لتصغير حجم المعدة، حيث يستخدم الجراح دبابيس لتقسيم المعدة إلى جزء علوي صغير يُسمى الجيب وجزء سفلي أكبر. يتسع الجيب لكمية محدودة من الطعام تصل إلى 28 جرامًا، مما يساعد على الشعور بالشبع بعد تناول كمية قليلة من الطعام، وبالتالي يسهم في فقدان الوزن.
الخطوة الثانية: يقوم الجراح بتوصيل جزء صغير من الأمعاء الدقيقة بفتحة صغيرة في الجيب الذي صنعه في الخطوة الأولى، مما يتيح للطعام الانتقال من الجيب الصغير عبر الفتحة الجديدة إلى الأمعاء الدقيقة، مما يساهم في امتصاص الجسم لسعرات حرارية أقل.
يمكن إجراء عملية تحويل المسار بطريقتين:
- الجراحة المفتوحة: يقوم الجراح بعمل قطع جراحي كبيرة لفتح البطن والعمل على المعدة والأمعاء الدقيقة.
- التنظير: يستخدم الطبيب كاميرا صغيرة (منظار البطن) لرؤية ما بداخل البطن، ويقوم بعمل 4 إلى 6 شقوق صغيرة في البطن لإدخال الأدوات اللازمة لإجراء
ما هي مدة التعافي من عملية مسار المعدة؟
بعد إجراء عملية تحويل المسار، يمكث المريض عادة في المستشفى لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام لمراقبة التعافي وضمان سلامته. خلال هذه الفترة، يتلقى المريض الرعاية اللازمة من الفريق الطبي، ويتم تقديم الأدوية والمساعدة الطبية اللازمة.
بعد الخروج من المستشفى، يكون التعافي التام عادة خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، حسب حالة كل مريض. ينصح المريض باتباع تعليمات الطبيب بدقة، والتقيد بالنظام الغذائي الموصوف والممارسة الرياضية بشكل منتظم.
خلال فترة التعافي، قد يشعر المريض ببعض الآلام الطبيعية والانزعاجات مثل آلام الجراحة والتورم، ولكن هذه الأعراض عادة ما تخف تدريجيا مع مرور الوقت.
يُشجع المريض أيضًا على الحفاظ على نمط حياة صحي بعد العملية، بما في ذلك اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين وتقليل تناول الكحول، للمساعدة في تحسين نتائج العملية والحفاظ على الوزن المثالي.
نصائح بعد عملية مسار المعدة
بعد إجراء العملية، يوصي الطبيب بتناول السوائل وتجنب الأطعمة الصلبة حتى تتعافى المعدة والأمعاء. بعد ذلك، يضع الطبيب نظامًا غذائيًا يشمل الانتقال ببطء من السوائل إلى الأطعمة المهروسة، ثم اللينة، وحتى الأطعمة الصلبة.
كما يوصي الطبيب ببعض المحاذير والقيود الغذائية بعد العملية، مثل:
- تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك الفيتامينات المتعددة مع الحديد والكالسيوم وفيتامين B12، لتعويض نقص الفيتامينات الناتج عن عدم امتصاص جزء كبير من الطعام بعد العملية.
- إجراء بعض الفحوص الطبية لمراقبة الحالة والصحة العامة خلال الأشهر الأولى بعد جراحة تحويل المسار.
- اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع.
- ممارسة تمارين رياضية بما يتوافق مع صحة المريض العامة وتوجيهات الطبيب.
تلك الاحتياطات والتوجيهات تهدف إلى ضمان تعافي سليم ونجاح العملية والحفاظ على صحة المريض بشكل عام.
مخاطر عملية مسار المعدة
من الطبيعي أن يشعر المريض ببعض التغيرات والأعراض خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد العملية نتيجة فقدان الوزن السريع. تلك الأعراض تشمل:
- آلام الجسم.
- الشعور بالتعب.
- الشعور بالبرد.
- ترقق الشعر وتساقطه.
- تغيرات مزاجية.
- جفاف الجلد.
عادةً ما تزول معظم هذه الأعراض، خاصةً مع اتباع تعليمات الطبيب وتناول المكملات الغذائية التي يصفها لتجنب مشكلات سوء التغذية. وإلى جانب هذه الأعراض، فإن عملية تحويل المسار مثل أي إجراء جراحي آخر قد تنطوي على بعض المخاطر، والتي منها:
- تمدد جيب المعدة (كبر المعدة بمرور الوقت لتعود إلى حجمها الأصلي).
- نقص التغذية والفيتامينات والمعادن.
- الغثيان والقيء والارتجاع.
- متلازمة الإغراق.
- الإصابة بحصوات المرارة نتيجة فقدان الوزن السريع.
- خطر الإصابة بالعدوى.
- مخاطر النزيف في موضع الجراحة.
- انسداد الأمعاء.
- انخفاض نسبة السكر في الدم بعد الجراحة.