الفتق الإربي هو حالة شائعة تحدث عندما يبرز جزء من الأمعاء أو الأنسجة الدهنية من خلال نقطة ضعف في جدار البطن، عادةً على طول القناة الأربية التي تحمل الحبل المنوي في الرجال أو الرباط الرحمي في النساء. تعتبر هذه الحالة شائعة جدًا ويُصاب بها الأشخاص من جميع الأعمار، لكنها تكون أكثر شيوعًا لدى الرجال.
تنتج حالات الفتق الإربي عادةً عن عوامل مثل زيادة الضغط على البطن، وضعف نقاط معينة في جدار البطن، والسعال المزمن، والأنشطة البدنية العنيفة، والحمل، بالإضافة إلى العوامل الوراثية. يمكن أن يكون الفتق الإربي مؤلمًا ومزعجًا، وفي بعض الحالات يمكن أن يتطور إلى مشكلة صحية خطيرة إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح.
تتوفر عدة خيارات لعلاج الفتق الإربي، بما في ذلك العلاجات التقليدية مثل الجراحة والعلاج الدوائي، بالإضافة إلى العلاجات البديلة والتدابير الوقائية. يهدف العلاج إلى إصلاح الفتق وتقليل المضاعفات المحتملة وتخفيف الأعراض المصاحبة.
في هذا المقال، سنستكشف أسباب الفتق الإربي وأنواعه، بالإضافة إلى الخيارات المتاحة لعلاج هذه الحالة، بما في ذلك الجراحة والعلاجات البديلة. سنتناول أيضًا الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بالفتق الإربي وتجنب مضاعفاته.
الفتق الإربي
الفتق الإربي هو حالة تحدث عندما يظهر جزء من غشاء بطانة تجويف البطن أو الأمعاء خارجًا من منطقة ضعيفة في البطن، وعادةً ما يحدث هذا على طول القناة الأربية التي تحمل الحبل المنوي في الذكور.
على الرغم من أن الفتق الإربي لا يُعتبر بالضرورة حالة خطيرة، إلا أنه يمكن أن يتطور إلى مضاعفات تهدد الحياة ولا يختفي من تلقاء نفسه. بشكل عام، يوصي الأطباء بإجراء عملية جراحية لإصلاح الفتق الإربي في الحالات التي تسبب المشكلات أو عندما يكون الفتق مؤلمًا أو متضخمًا بشكل ملحوظ. يُعتبر إصلاح الفتق الإربي عملية جراحية شائعة وفعّالة للتعامل مع هذه الحالة.
اقرا ايضاً:
علامات وأعراض الفتق الأربي
-
يظهر فتق الحجاب الحاجز عادةً على شكل انتفاخ في منطقة أحد جوانب عظم العانة، ويصبح هذا الانتفاخ أكثر وضوحًا خلال الوقوف ويزيد عند السعال أو الحزق، وقد يتواجد هذا الشعور بالانتفاخ والألم خلال عمليات التبول أو التبرز.
بالإضافة إلى الانتفاخ، يُشعر الشخص المصاب بالحرقة أو الألم في المنطقة المتأثرة، وعادةً ما يُلاحَظ الألم عندما ينحني للأمام، أو عندما يسعل أو يحمل أشياء ثقيلة.
قد يشعر المريض بثقل أو سحب في المنطقة المتأثرة، وقد يُصاحَب ذلك بضعف أو ضغط في نفس المنطقة.
في بعض الحالات، قد يحدث ألمٌ وانتفاخ حول الخصيتين نتيجة لتدلي الأمعاء داخل الفتق الممتد إلى كيس الصفن.
العلامات والأعراض لدى الأطفال
يُسمى الفتق الأربي في حديثي الولادة والأطفال بذلك نتيجةً لضعف في جدار البطن الذي يحدث أثناء الولادة. عادةً ما يظهر الفتق بوضوح عندما يبكي الرضيع، أو يسعل، أو يحذق أثناء التغوط. يُلاحظ أحيانًا أن الرضيع يتصرف بعصبية وتقل شهيته أكثر من المعتاد.
في الأطفال الأكبر سنًا، يكون الفتق عادةً أكثر وضوحًا عندما يسعل الطفل، أو يحذق أثناء التغوط، أو يقف لفترة طويلة.
علامات حدوث المشكلات
إذا لم تتمكن من إعادة الفتق الإربي إلى مكانه الطبيعي داخل البطن، فقد يحدث احتجاز لمحتويات الفتق داخل الجدار البطني. يمكن أن يتسبب هذا في اختناق الفتق الإربي، حيث يتوقف تدفق الدم إلى الأنسجة المحتجزة. يمكن أن يكون الفتق الإربي مصدرًا لخطر على الحياة إذا لم يتم علاجه.
قد تشمل علامات الفتق الإربي وأعراضه ما يلي:
- الغثيان أو القيء أو الاثنين معًا.
- الحمى.
- ألم مفاجئ يزداد بسرعة.
- تورم الفتق بشكل رخو وتغيير لونه إلى الأحمر أو الأرجواني أو الداكن.
- عدم القدرة على التبرز أو إخراج الغازات.
متى تزور الطبيب؟
يُرجى الحصول على الرعاية الطبية على الفور إذا لاحظت تغييرًا في لون انتفاخ الفتق إلى اللون الأحمر الداكن، أو إذا لاحظت أي مؤشرات أخرى على الفتق المختنق.
يُنصح بزيارة الطبيب إذا كان هناك انتفاخ مؤلم أو ملحوظ في منطقة الفتق الإربي على أحد جانبي عظم العانة. يكون الانتفاخ أكثر وضوحًا خلال الوقوف، ويمكنك أن تشعر به عادة عند وضع يدك مباشرة على المنطقة المتأثرة.
الأسباب
ليست هناك أسباب ظاهرة لبعض حالات الفتق الأربي، ويمكن أن تحدث الحالات الأخرى نتيجة للأسباب التالية:
- زيادة الضغط على عضلات البطن.
- وجود نقطة عضلية ضعيفة في جدار البطن.
- الإجهاد أثناء التبرُّز أو التبوُّل.
- النشاط البدني العنيف.
- الحمل.
- السعال أو العطاس بشكل مزمن.
يصاب العديد من الأشخاص بالفتق الأربي قبل الولادة نتيجة لضعف جدار البطن بسبب عدم إغلاق عضلة جدار البطن الضعيفة بشكل صحيح. وتنشأ الأنواع الأخرى من الفتق الأربي مع تقدم العمر بسبب ضعف العضلات أو تدهور حالتها أو ممارسة أنشطة بدنية عنيفة أو السعال الناتج عن التدخين.
يمكن أن تضعف العضلات في جدار البطن أيضًا لاحقًا مع تقدم العمر، خاصةً بعد الإصابة بجرح أو إجراء جراحة في البطن.
تنشأ لدى الرجال النقطة العضلية الضعيفة عادةً في القناة الأربية، أي في موضع مرور الحبل المنوي للوصول إلى كيس الصفن. وبالنسبة للنساء، فإن القناة الأربية تحمل رباطًا يساعد على تثبيت الرحم في موضعه، وقد ينشأ الفتق أحيانًا عندما يلتصق النسيج الضام الرحمي بالنسيج المحيط بعظمة العانة.
علاج الفتق الاربي
إذا كنت تعاني من فتق صغير وغير مزعج، فقد يوصي الطبيب بمراقبتك بدقة، وقد يكون ارتداء حزام داعم مفيدًا في بعض الحالات لتخفيف الأعراض. ومع ذلك، يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الحزام الداعم لضمان تناسبه واستخدامه السليم. وفيما يتعلق بالأطفال، قد يحاول الأطباء تقليل البروز عن طريق الضغط اليدوي على الفتق قبل النظر في الجراحة.
تستدعي الحالات التي يكون فيها الفتق متضخمًا أو مؤلمًا عادةً إجراء جراحي لتخفيف الأعراض ومنع المضاعفات الخطيرة.
هناك نوعان رئيسيان من جراحات الفتق: الجراحة المفتوحة والجراحة طفيفة التوغل.
- جراحة الفتق المفتوحة: في هذا النوع من الجراحة، يقوم الجراح بعمل شق في الجلد فوق الفتق ويقوم بدفع الأمعاء أو الأنسجة الدهنية المتضخمة داخل البطن مرة أخرى. بعد ذلك، يقوم الجراح بتعزيز نقطة الضعف في الجدار البطني بالخياطة ويستخدم شبكة صناعية لتقوية المنطقة المضعفة. تغلق الجراحة الفتحة بدبابيس أو خياطة.
- جراحة الفتق طفيفة التوغل: في هذا النوع من الجراحة، يقوم الجراح بعمل عدة شقوق صغيرة في البطن ويستخدم أدوات متطورة مثل التنظير أو الروبوت لإصلاح الفتق. يتم تضخيم البطن باستخدام الغاز لتسهيل الرؤية، ثم يتم إدخال كاميرا صغيرة عبر أحد الشقوق لتوجيه العملية. يتم إصلاح الفتق باستخدام شبكة اصطناعية عن طريق الشقوق الأخرى.
يُشجع المريض بعد الجراحة على الحركة في أقرب وقت ممكن، لكن قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يستعيد مستوى النشاط الطبيعي.
بشكل عام، يجب النظر في جراحة الفتق طفيفة التوغل للأشخاص الذين يعانون من إعادة حدوث الفتق بعد جراحة الفتق المفتوحة، كما يمكن أن تكون خيارًا جيدًا لمن يعانون من فتق على الجانبين (ثنائي الجانب).
عوامل الخطورة
تعتبر العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالفتق الأربي متعددة وقد تشمل:
- الجنس: يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالفتق الأربي بثماني مرات من النساء.
- التقدم في العمر: حيث تضعف العضلات مع تقدم العمر، مما يزيد من خطر الإصابة بالفتق.
- العرق: يكون لدى الأشخاص ذوي البشرة البيضاء ميولًا أكبر للإصابة بالفتق الأربي.
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة، مثل الوالدين أو الأشقاء، مصابًا بالفتق الأربي، فقد يزيد ذلك من احتمالية الإصابة به.
- السعال المزمن: مثل السعال الناتج عن التدخين، حيث يزيد السعال المزمن من الضغط على البطن ويزيد من خطر الفتق.
- الإمساك المزمن: يسبب الإمساك إجهادًا على العضلات أثناء التبرز، مما يزيد من احتمالية حدوث الفتق.
- الحمل: يمكن للحمل أن يضعف عضلات البطن ويزيد من الضغط داخل البطن، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالفتق.
- الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة: يكون الفتق الأربي أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم أو الأطفال الذين يولدون بوزن قليل.
- وجود فتق أربي سابق أو إجراء عملية لإصلاح فتق سابق: حتى لو تم علاج الفتق الأربي في السابق، فقد يزيد ذلك من احتمالية الإصابة بفتق أربي جديد.
المضاعفات
مضاعفات الفتق الأُربي تشمل:
- الضغط على الأنسجة المحيطة: قد يتضخم الفتق مع مرور الوقت إذا لم يتم علاجه جراحيًا، مما يمكن أن يسبب ألمًا وتورمًا. في حالات الرجال، قد يمتد الفتق إلى كيس الصفن، مما يزيد من الألم والانزعاج.
- الفتق المنحبس: إذا احتجزت مكونات الفتق في النقطة الضعيفة في جدار البطن، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انسداد الأمعاء، مما يتسبب في ألم حاد وغثيان وقيء وعدم القدرة على التبرز أو إخراج الغازات.
- الاختناق: يمكن للفتق المنحبس أن يقطع إمداد الدم إلى جزء من الأمعاء، مما يؤدي إلى موت النسيج المصاب. وهذا الاختناق مهدد للحياة ويتطلب إجراء جراحي عاجل.
تلك هي المضاعفات الرئيسية للفتق الأُربي، وتحتاج إلى متابعة طبية وعلاج سريع إذا كانت تظهر أي منها.
الوقاية
لا يمكن تجنب العيب الخلقي الذي يجعلك عرضة للإصابة بالفتق الإربي. ومع ذلك، يمكنك اتخاذ بعض التدابير لتخفيف الضغط على عضلات بطنك وأنسجتها، مثل:
- الحفاظ على وزن صحي: تحدث مع طبيبك حول أفضل التمارين والخطط الغذائية المناسبة لك للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تحتوي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة على الألياف التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الإمساك وتخفيف الضغط على البطن.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة: إذا كان لا بد من رفع شيء ثقيل، يجب عليك دائمًا أن تنحني من ركبتيك بدلاً من الخصر لتقليل الضغط على عضلات البطن.
- الإقلاع عن التدخين: يمكن أن يسبب التدخين سعالًا مزمنًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالفتق الإربي أو تفاقمه، بالإضافة إلى المخاطر الصحية الأخرى المرتبطة بالتدخين.