القولون العصبي هو اضطراب شائع في الجهاز الهضمي يصاحبه تشوهات في حركة الأمعاء ووظائفها، مما يتسبب في مجموعة من الأعراض المزعجة والغير مريحة. يعتبر فهم أسباب وطرق علاج القولون العصبي أمرًا ضروريًا لتحسين نوعية الحياة للأشخاص المتأثرين بهذا الاضطراب الشائع.
في هذا المقال، ستقدم مدونة “Midic Arab” بشكل موجز الكولون العصبي _الأسباب وطرق العلاج المتاحة لمساعدة الأشخاص المصابين.
ما هو القولون العصبي؟
القولون العصبي، المعروف أيضًا بالقولون المتهيج، يُعتبر اضطرابًا شائعًا في الجهاز الهضمي، حيث يؤثر بشكل رئيسي على الأمعاء الغليظة ويُصاحب بمجموعة متنوعة من الأعراض المعوية.
على الرغم من أن القولون العصبي يُعتبر حالة مزمنة وطويلة الأمد، إلا أنه لا يُعتبر حالة خطيرة. غالبًا ما يعاني المرضى من أعراض مزعجة قد تعيق القيام ببعض الأنشطة اليومية وتؤثر على نوعية الحياة.
تُشار إلى متلازمة القولون العصبي أحيانًا بأسماء مختلفة مثل التهاب القولون التشنجي أو التهاب القولون المخاطي. ومع ذلك، لا يرتبط القولون العصبي بأمراض الأمعاء الأخرى مثل التهاب القولون التقرحي أو مرض كرون أو سرطان القولون، ولا يُعتبر عامل خطر للإصابة بهذه الأمراض.
عادةً ما يُصاب النساء بالقولون العصبي أكثر من الرجال بمعدل الضعف، وقد يعاني بعض الأطفال والرضع من هذا الاضطراب أيضًا.
أنواع القولون العصبي
يمكن تصنيف القولون العصبي إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:
- القولون العصبي المصاحب للإمساك: يُعرف هذا النوع بأنه يتسبب في صعوبة في عملية الإخراج وتقليل تردد حدوث الحركات البرازية.
- القولون العصبي المصاحب للإسهال: يُميز هذا النوع بزيادة تردد حدوث الحركات البرازية، مما يؤدي إلى الإسهال والشعور بحاجة ملحة للذهاب إلى الحمام.
- القولون العصبي المختلط أو المتناوب ما بين الإسهال والإمساك: يتميز هذا النوع بتناوب بين فترات الإمساك وفترات الإسهال، حيث يمكن للشخص المصاب أن يعاني من كلا الحالتين بشكل متناوب.
- القولون العصبي غير المصنف: هذا النوع لا يتبع أي من الأنماط السابقة بشكل واضح، حيث يظهر أعراض متنوعة قد تشمل الإمساك والإسهال أو كليهما، دون اتباع نمط محدد.
أسباب القولون العصبي
- حساسية القولون الشديدة أو فرط حساسية الجهاز المناعي قد يؤدي إلى ظهور رد فعل مبالغ فيه عند التحفيز، مثل تشنج عضلات الأمعاء بدلاً من الحركة المنتظمة، مما يسبب الإسهال أو الإمساك.
- ارتفاع مستويات بعض المواد الكيميائية والهرمونية في الجهاز الهضمي يمكن أن يؤثر على الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء، مثل السيروتونين أو الغاسترين، مما يسبب تغيرًا في حركة الأمعاء بشكل غير طبيعي.
- فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة أو تغير أنواع البكتيريا في الأمعاء أو اختلال توازنها يمكن أن يسهم في تطور القولون العصبي.
- التوتر العصبي غالبًا ما يصاحب جميع هذه العوامل وقد يلعب دورًا مهمًا في تفاقم أعراض القولون العصبي.
- اقرا ايضاً:
- عملية توسيع العين
- جراحات السمنة وأنواعها المختلفة
تشخيص متلازمة القولون العصبي
تطور في عملية التشخيص
في الماضي، كان تشخيص القولون العصبي يتطلب إجراء العديد من الفحوصات المعملية والإجرائية، ولكن خلال العقد الماضي، تم تطوير مؤشرات روما، وهي مجموعة من الأعراض التي تُستخدم لتشخيص القولون العصبي.
مؤشرات روما
تعتمد مؤشرات روما على مجموعة من الأعراض النموذجية وفحوصات أساسية قليلة مثل فحوص الدم والبراز، والتصوير بالأشعة، وفحوصات عدم تحمل اللاكتوز، وفحص التنفس، وتحليل البراز. تُستخدم هذه المؤشرات لتحديد وجود القولون العصبي بناءً على الأعراض الموجودة لدى المريض وعدم وجود علامات تحذيرية أخرى.
الاضطرابات الوظيفية الأخرى
قد يعاني المصابون بمتلازمة القولون العصبي أحيانًا من اضطرابات وظيفية في أجهزة الجسم الأخرى مثل آلام المفاصل والعضلات، واضطرابات النوم، ومتلازمة التعب المزمن.
تأكيد التشخيص
تشخيص القولون العصبي يمكن تأكيده بثقة تبلغ نسبتها 98%، وقد تم الاكتشاف في السنوات الأخيرة أن حوالي 17% من حالات القولون المتهيج بدأت بعدوى بكتيرية حادة في الأمعاء، ويمكن تحديد ذلك من خلال فحوصات خاصة مثل الخزعة من الأمعاء.
ملاحظة
تحتاج بعض الحالات إلى متابعة دقيقة وفحوصات إضافية لتأكيد التشخيص، وخاصة عند وجود علامات تحذيرية مثل الهبوط الحاد في الوزن أو الحمى.
علاج القولون العصبي
تحسين النظام الغذائي:
- مراقبة نوعية الأطعمة المتناولة لفترة معينة وتجنب الأطعمة المهيجة التي قد تزيد من سوء الأعراض لدى المريض.
تغييرات في نمط الحياة:
- زيادة النشاط البدني والحصول على كمية كافية من النوم ليلاً لتحسين الصحة العامة والتخفيف من الأعراض.
الاسترخاء وتعلم مهارات التعامل مع الضغط النفسي والتوتر:
- تعلم تقنيات الاسترخاء والتأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتهدئة الأعراض.
الأدوية:
- الأدوية المضادة للتشنج: تستخدم لتخفيف تقلصات وألم البطن عن طريق استرخاء عضلات الأمعاء.
- الملينات: تستخدم لتخفيف الإمساك ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب.
- مضادات الاكتئاب: يمكن أن تستخدم لتخفيف ألم البطن وتقلصاته.
- المضادات الحيوية: تستخدم لتقليل الإسهال المصاحب للقولون العصبي.
- البروبيوتيك: يمكن أن تساعد في تحسين صحة الجهاز الهضمي.
- دواء ليناكلوتيد: يستخدم لزيادة حركة الأمعاء وتخفيف الإمساك.
- دواء لوبيبروستون: يستخدم لعلاج القولون العصبي المصاحب للإمساك.
- دواء لوبيراميد: يستخدم لعلاج الإسهال عن طريق إبطاء حركة الأمعاء.
- مضادات للبكتيريا اللاهوائية: تستخدم للتحكم في البكتيريا الضارة في الجهاز الهضمي.
- ماص للغازات: يستخدم لتخفيف الغازات المعوية.
اعراض القولون العصبي
تتميز أعراض القولون العصبي بالتالي:
- آلام مزمنة في البطن.
- إسهال مزمن.
- إمساك مزمن.
- تبادل بين فترات من الإسهال والإمساك.
- زيادة في الغازات.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- نزيف من المستقيم.
- فقر الدم نتيجة نقص الحديد.
- آلام مستمرة في البطن لا تخف إلا مع الإخراج أو التبرز.
- القيء غير المفسر السبب.
- صعوبة في البلع.