حصى الكلى

حصى الكلى مؤشراته واعراضه وطرق علاجة الحديثة

تعتبر حصى الكلى من الحالات الصحية المؤلمة التي تشكل تحديًا صحيًا للعديد من الأشخاص حول العالم. تشكل هذه الحصى قطعًا صلبة تتكون داخل الكلى نتيجة لتراكم الأملاح والمعادن، وقد تسبب آلامًا شديدة ومضاعفات خطيرة للمصابين بها. ورغم أن حصى الكلى قد تكون صغيرة الحجم، إلا أنها قادرة على تسبب آلاماً شديدة وتعطيل حياة الفرد بشكل ملحوظ.

في هذا المقال، سنستعرض مع مدونة “Midic Arab” مؤشرات وأعراض حصى الكلى وعوامل الخطر المرتبطة بها، بالإضافة إلى الخيارات المتاحة لعلاجها والوقاية منها. سنلقي نظرة عميقة على كيفية التعرف على الأعراض المبكرة والتشخيص السريع، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه الحالة الصحية بفعالية وفاعلية.

ما هي حصوات الكلي؟

حصوات الكلى

تحصي الكُلى، المعروفة أيضًا باسم الحصى الكُلوية أو التحصي البولي، هي ترسبات صلبة تتشكل داخل الكُلى، وتتألف أساسًا من مزيج من المعادن والأملاح. يتم تكوين هذه الترسبات نتيجة ترسب المواد الكيميائية الموجودة في البول داخل الكُلى، ومع مرور الوقت، يتم تجميع هذه الترسبات لتشكل الحصى الصلبة التي يمكن أن تتسبب في مشاكل صحية خطيرة للأفراد المصابين.

مؤشراته

  • عدم وجود أعراض حصوة الكلى: عادةً ما لا تسبب حصوة الكلى أعراضًا حتى تتحرك داخل الكلية أو تمر في الحالبين، والحالبان هما الأنبوبان اللذان يربطان بين الكلى والمثانة.
  • أعراض استقرار حصوة الكلى في الحالبين: إذا استقرت حصوة الكلية في الحالبين، فقد تمنع تدفق البول وتتسبب في تورم الكلى وتشنج الحالب، مما يمكن أن يسبب آلامًا شديدة. في هذه المرحلة، قد تظهر الأعراض التالية:
    • ألم قوي وحاد على الجانب والظهر أسفل الأضلاع.
    • انتشار الألم إلى أسفل البطن والمنطقة الأربية.
    • الشعور بألم يأتي على هيئة موجات ويتغير في حدته.
    • ألم أو شعور بالحرقان أثناء التبول.
  • الأعراض والمؤشرات الأخرى: بالإضافة إلى الأعراض المذكورة، قد تشمل المؤشرات والأعراض الأخرى ما يلي:
    • بول باللون الوردي أو الأحمر أو البني.
    • بول عكِر أو كريه الرائحة.
    • الحاجة المستمرة للتبول، أو التبول أكثر من المعتاد، أو التبول بكميات صغيرة.
    • الغثيان والقيء.
    • الحُمّى والقشعريرة في حالة وجود عَدوى.

مع تحرك حصوة الكلى عبر المسالك البولية، قد يتغير الألم الناجم عنها، مثلاً ينتقل إلى مكان مختلف أو تزداد شدته.

اقرا ايضاً:

القولون العصبي الاعراض وطرق العلاج
تساقط الشعر الأسباب وطرق الوقاية

اعراض الخطر

  • يُنصح بتحديد موعد طبي مع طبيبك في حال وجود أي أعراض أو مؤشرات على مرض تثير قلقك.
  • العناية الطبية العاجلة: يجب طلب العناية الطبية العاجلة إذا شعرت بأي من ما يلي:
    1. ألم حاد جدًا يمنعك من الجلوس بثبات أو العثور على وضعية مريحة.
    2. الألم المصاحب للغثيان والقيء.
    3. الألم المصاحب للحمى والقشعريرة.
    4. وجود دم في البول.
    5. صعوبة عند التبول.

أسبابه

عادةً، لا يوجد مسبب واحد واضح لتشكّل حصى الكُلى، إلا أن مجموعة من العوامل قد ترفع خطر الإصابة بها. يشمل ذلك:

  1. انخفاض حجم البول: يزيد انخفاض حجم البول، نتيجة للجفاف أو التعرض للحرارة المفرطة، من تركيز الأملاح في البول، مما يعزز احتمالية تكوّن حصى الكلى.
  2. النظام الغذائي: يؤثر النظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني والصوديوم و/أو السكر على احتمالية تشكل حصى الكلى.
  3. أمراض وجراحات الأمعاء: يمكن أن تسبب أمراض مثل الإسهال المزمن وجراحات الأمعاء تغيرات في امتصاص الكالسيوم والماء، مما يرفع خطر تشكل حصى الكلى.
  4. السمنة: يزيد السمنة من احتمالية تشكل حصى الكلى، سواء بزيادة الوزن أو ارتفاع محيط الخصر.
  5. تناول أدوية معينة: يمكن أن تسبب بعض الأدوية مثل مدرات البول ومضادات الحموضة ارتفاع مستويات المواد الكيميائية المتصلة بتكوين حصى الكلى.
  6. حالات مرضية معيّنة: بعض الحالات الصحية مثل مرض الكلى المتعدد الكيسات والحماض النُّبَيبي الكُلوي يمكن أن ترفع خطر تشكل حصى الكلى.
  7. التاريخ العائلي: إذا كنت قد أصبت بحصى الكلى في السابق أو كانت لديك أفراد عائلتك قد أصيبوا بها، فقد يزيد هذا من استعداد جسمك لتشكل المزيد من الحصى في المستقبل.

انواع حصي الكلي

هناك أنواع مختلفة من الحصى بناءً على المكونات بلوراتها

  1. حصوات الكالسيوم: تعتبر حصوات الكالسيوم هي الأكثر شيوعًا، حيث تتكون غالبًا من أكسالات الكالسيوم. يوجد هذا النوع من الحصوات في العديد من الأطعمة مثل رقائق البطاطس، المكسرات، الشوكولاتة، وبعض أنواع الخضروات والفواكه. أحيانًا، يمكن أن تتكون حصوات الكالسيوم أيضًا من فوسفات الكالسيوم.
  2. حصوات حمض اليوريك: يحدث هذا النوع من الحصوات بشكل أكثر شيوعًا عند الرجال، وينتج عن تحميل البول بكميات كبيرة من حمض اليوريك، ويمكن أن تكون هذه الحصوات مرتبطة بحالات مثل النقرس أو العلاج الكيميائي.
  3. حصوات الستروفايت: يعتبر هذا النوع شائعًا بين النساء اللواتي يعانين من التهابات المسالك البولية. تكون هذه الحصوات غالبًا كبيرة الحجم وتسبب انسدادات في الجهاز البولي. وبما أنها تنتج نتيجة الالتهابات، فإن علاج الالتهابات يساعد في الوقاية من تكونها.
  4. حصوات السيستين: تعتبر حصوات السيستين نادرة الحدوث، وتحدث عند المرضى الذين يعانون من البيلة السيستينية المرتبطة بالوراثة.

طرق علاج حصى الكلى

1- اتباع أنماط الحياة الصحية:

    • تناول السوائل والماء: يساعد تناول كميات كافية من الماء والسوائل في تخفيف تركيز البول وزيادة حجمه، مما يقلل من فرص تكون حصى الكلى.
    • النظام الغذائي: ينصح باتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات، والفول الجاف، والحبوب الكاملة، وتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والملح، حيث أن تناول كميات كبيرة من البروتين والصوديوم يمكن أن يزيد من احتمالية تكون حصى الكلى.
    • التدخين والكحول: يجب الابتعاد عن التدخين وتقليل تناول الكحول، حيث أن التدخين والكحول قد يزيدان من خطر تكون حصى الكلى.

2- العلاج الدوائي:

    • مسكنات الألم: يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الايبوبروفين لتخفيف الألم الناجم عن حصى الكلى.
    • حاصرات الكالسيوم وحاصرات ألفا: يمكن استخدام هذه الأدوية لتوسيع المجرى البولي وتسهيل مرور الحصى عبره.

3- العمليات الجراحية:

    • التنظير الكلوي: إجراء جراحي بسيط يستخدم المنظار لتفتيت وإزالة الحصى داخل الكلية دون فتح جراحي كبير.
    • استخراج الحصى عبر الجلد: يتم إجراء شق صغير في الظهر لتمرير المنظار وإزالة الحصى داخل الكلية، وهو يعتبر خيارًا جراحيًا لحصى الكلى الكبيرة.

4- استخدام الموجات الصوتية التصادمية:

    • تقنية تستخدم الموجات الصوتية لتفتيت الحصى داخل الكلية، وهي عملية غير جراحية تُجرى في العيادة بدون حاجة لشق جراحي.

5- التخدير الشديد والليزر:

    • يتضمن استخدام الليزر لتفتيت الحصى وإزالتها بالتنظير الكلوي، وهو إجراء جراحي يستخدم للحصى الكبيرة أو التي لا يمكن تفتيتها بسهولة بواسطة الموجات الصوتية.

6- استخدام المنظار المتقدم مع الليزر:

    • تقنية جديدة تستخدم المنظار والليزر لتفتيت الحصى داخل الكلية بدقة أكبر وبدون فتح جراحي كبير.

7- استخدام الموجات الصوتية التصادمية:

    • تقنية غير جراحية تستخدم الموجات الصوتية عالية الطاقة لتفتيت الحصى داخل الكلية بدون حاجة لجراحة.

تحديد العلاج المناسب يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك حجم ونوع الحصى وموقعها، وشدة الألم والأعراض، والمضاعفات المصاحبة. يجب على الطبيب شرح الخيارات المتاحة وتقديم المشورة بناءً على حالة المريض وتفضيلاته.

عوامل تزيد من احتمالية إصابتكَ بحصوات الكلى

توجد عوامل عديدة قد تزيد من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى وتشمل:

التاريخ المرضي العائلي أو الشخصي: إذا كانت هناك حالات سابقة لحصوات الكلى في العائلة، فمن المرجح أن يزيد احتمالية الإصابة بها لديك. وإذا كنت قد تعرضت بالفعل لحالات سابقة من حصوات الكلى، فقد تكون هناك احتمالية أكبر لتكرار الإصابة.

الجفاف: يمكن أن يزيد عدم شرب كمية كافية من الماء يوميًّا من احتمالية الإصابة بحصوات الكلى، ويكون ذلك أكثر شيوعًا في المناطق ذات المناخ الدافئ والجاف.

الأنظمة الغذائية معيَّنة: تتضمن الأنظمة الغذائية العالية في البروتين والصوديوم والسكر احتمالية زيادة الإصابة بحصوات الكلى، وخاصة الأنظمة الغذائية العالية في الصوديوم. الكمية المفرطة من الملح في النظام الغذائي تزيد من كمية الكالسيوم التي يتعين على الكلى تصفيتها، وبالتالي تزيد من احتمالية تكون حصوات الكلى.

السمنة: هناك علاقة بين السمنة وزيادة احتمالية الإصابة بحصوات الكلى.

الأمراض الهضمية والجراحة: قد يسبب جراحة المعدة أو داء الأمعاء الالتهابي أو الإسهال المزمن تغيرات في عملية الهضم تؤثر في امتصاص الكالسيوم والماء، مما يزيد من احتمالية تكون حصوات الكلى.

المشكلات الطبية الأخرى: بعض الحالات الطبية مثل الحماض النبيبي الكلوي والبيلة السيستينية وفرط الدرقية والتكرار المتكرر للعدوى في المسالك البولية قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى.

بعض المكملات الغذائية والأدوية: يمكن أن تزيد بعض المكملات الغذائية والأدوية مثل فيتامين C والملينات ومضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم من خطر الإصابة بحصوات الكلى.

تشخيص حصوات الكلي

بناءً على الفحص البدني والتقييم الصحي، ومع مراجعة التاريخ الطبي والعائلي، قد يطلب منك طبيبك إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التالية:

  1. فحص الدم: يهدف إلى تقييم وظائف الكلى والتحقق من مستويات الكالسيوم والفوسفور وحمض اليوريك ونيتروجين اليوريا في الدم. يمكن أن تساعد هذه الفحوصات في تشخيص سبب تشكل الحصى وتحديد العلاج المناسب.
  2. فحص البول: يتم جمع عينة من البول على مدار يوم أو يومين للبحث عن وجود بكتيريا أو خلايا دم بيضاء أو رواسب تشير إلى وجود عدوى أو سبب لتشكل الحصى.
  3. فحص حصوات الكلى: يتم جمع حصوات الكلى التي تخرج مع البول لتحليلها وفهم سبب تشكلها بدقة.
  4. الإجراءات التصويرية: يمكن إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT scans) للكشف عن موقع وحجم الحصى بدقة. كما يمكن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن المضاعفات المرتبطة بحصى الكلى.

باستناد إلى نتائج هذه الفحوصات، يمكن للطبيب تحديد خطة علاجية مناسبة لتشكل الحصى الكلوية ومنع حدوث مضاعفات.

اترك تعليقاً

× تواصل معنا