في عصر يعاني فيه الكثير من الأشخاص من مشاكل الوزن الزائد والسمنة، أصبحت الحاجة ملحة لوجود حلول فعّالة وآمنة لإدارة الوزن وتحسين الصحة العامة. تتوافر العديد من الخيارات لفقدان الوزن، ومن بين هذه الخيارات الجديدة والمبتكرة تقنية حقن مونجارو (Mounjaro)، التي اكتسبت شهرة كبيرة كعلاج واعد لفقدان الوزن.
إن تكنولوجيا حقن مونجارو تمثل تطورًا مهمًا في مجال إدارة الوزن، حيث تعمل على تحفيز عملية حرق الدهون وتثبيط الشهية بفعالية. تقدم حقن مونجارو العديد من المزايا، بما في ذلك فعالية في إنقاص الوزن وتحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني.
ستعرض لكم مدونة “Midic Arab” في هذا المقال آلية عمل أبر مونجارو للتخسيس، والدراسات السريرية التي تدعم فعاليتها في فقدان الوزن، بالإضافة إلى النصائح والاحتياطات الهامة التي يجب مراعاتها عند استخدامها.
ما هي أبر مونجارو؟
“مونجارو” (Mounjaro) هو عقار طبي يُعطى على شكل حقنة أسبوعية وتمت الموافقة عليه من قِبل “إدارة الأغذية والعقاقير” (FDA) لخفض نسبة السكر في الدم لدى البالغين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، وهو لا يُستخدم لعلاج مرضى السكري من النوع الأول.
يعمل “مونجارو” بفعالية في تحسين مستويات السكر في الدم ويُشجع على استخدامه مع النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت التجارب السريرية أن العقار فعَّال أيضًا في خفض الوزن، وتمت الموافقة عليه كحقن مساعدة للتخسيس.
يتوفر “مونجارو” على شكل محلول سائل في قلم جاهز للحقن تحت الجلد في البطن أو الفخذ أو العضد، ويُعطى مرة واحدة في الأسبوع. يُفضل أخذه مع أو بدون وجبات الطعام في أي وقت من اليوم.
تبدأ الجرعة عادةً بمستوى منخفض وتزيد تدريجيًا، وينبغي ضبط الجرعة وفقًا لاحتياجات كل شخص بالتعاون مع الطبيب المختص.
كيف يعمل “مونجارو”؟
تتمثل آلية عمل دواء “مونجارو” في النقاط التالية:
- تنشيط مستقبلات هرمونات الشبع:
- يقوم “مونجارو” بتنشيط مستقبلات هرمونات الشبع في الجسم، مثل GLP-1 وGIP، مما يساهم في زيادة الشعور بالشبع لفترة أطول وبالتالي يقلل من الرغبة في تناول الطعام.
- إبطاء إفراغ المعدة:
- يعمل “مونجارو” على إبطاء عملية إفراغ المعدة، مما يؤدي إلى الحفاظ على الطعام في المعدة لفترة أطول، وبالتالي يقلل من الشهية لتناول الطعام.
- زيادة إفراز الأنسولين:
- يحفز “مونجارو” إفراز الأنسولين من البنكرياس، مما يسهم في تحسين استجابة الجسم للسكر ويخفض من مستويات السكر في الدم.
- تقليل إفراز هرمون الجلوكاجون:
- يُقلل “مونجارو” من إفراز هرمون الجلوكاجون، الذي يحفز الكبد على إنتاج الجلوكوز، وبالتالي يساهم في تقليل مستويات السكر في الدم.
- تحسين حساسية الأنسولين:
- يُحسّن “مونجارو” حساسية الجسم للأنسولين، مما يعزز من قدرته على استخدام الجلوكوز بشكل أفضل ويخفض من مستويات السكر في الدم.
هذه الآلية تعمل بشكل متكامل على تحسين التوازن السكري في الجسم وتقليل الوزن بشكل فعال.
كم من الوزن يفقد مستخدمو “مونجارو”؟
أظهرت الأبحاث التي تم تقديمها في مؤتمر جمعية السكري الأميركية الصيف الماضي أن المشاركين الذين تناولوا “تيرزيباتيد” فقدوا ما يصل إلى 22.5% من وزن الجسم، وهو انخفاض كبير يكاد يكون بنفس فعالية جراحة إنقاص الوزن.
هل “مونجارو” امن لفقدان الوزن؟
أظهر “مونجارو” أنه يساعد في إنقاص الوزن لدى المرضى الذين يعانون من السمنة، ولم يظهر أثار جانبية سوى في حالات نادرة.
ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن تناول الدواء قد يؤدي إلى بعض المضاعفات الجانبية مثل الفشل الكلوي والتهاب البنكرياس ونقص السكر في الدم ونزيف الجهاز الهضمي، ولذلك لا ينصح باستخدامه إلا بعد استشارة الطبيب.
كيفية استخدام “مونجارو”
- الجرعة البدائية الموصى بها هي 2.5 ملغرام، وتحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً. وعلى الرغم من أن هذه الجرعة لا تكفي للسيطرة على نسبة السكر في الدم، إلا أنها تستخدم لبدء العلاج.
- بعد 4 أسابيع، يتم زيادة الجرعة إلى 5 مليغرامات، وتحقن تحت الجلد مرة أسبوعياً.
- إذا اقتضت الحاجة للمزيد من التحكم في نسبة السكر في الدم، يمكن للطبيب أن يوصي بزيادة الجرعة بمقدار 2.5 مليغرام بعد مرور 4 أسابيع على الأقل من الجرعة الحالية.
- الجرعة القصوى من “مونجارو” هي 15 مليغراماً، وتحقن تحت الجلد مرة واحدة أسبوعياً.
موانع استخدام أبر مونجارو للتخسيس
يُحظر استخدام دواء “مونجارو” دون استشارة الطبيب المختص في الحالات التالية:
- إذا كان هناك فرط حساسية معروفة تجاه أي من مكونات الدواء.
- في حالة الإصابة السابقة أو الحالية بسرطان الغدة الدرقية النخاعي.
- لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة أورام الغدد الصماء متعددة من النوع 2.
- لدى مرضى السكري من النوع الأول.
ما الآثار الجانبية لـ”مونجارو”؟
قد يتسبب دواء “مونجارو” في ظهور بعض الآثار الجانبية. يُرجى إبلاغ الطبيب إذا ظهرت أي من هذه الأعراض بشكل شديد أو إذا استمرت:
الشعور بالغثيان.
الإصابة بالإسهال.
فقدان الشهية.
الشعور بالقيء.
الإصابة بالإمساك.
اضطرابات في المعدة.
هناك أيضًا بعض الآثار الجانبية الخطيرة يمكن أن تظهر، مثل:
الشعور بألم في المعدة لا يُخفف حتى مع القيء، وقد يمتد هذا الألم إلى الظهر.
انخفاض نسبة السكر في الدم، مما يمكن أن يتسبب في الشعور بالدوار، والضعف، والصداع، وزيادة الشعور بالجوع.
في حال ظهور أي من الأعراض التالية، يجب الاتصال بالطبيب على الفور:
تورم في الرقبة.
صعوبة في البلع.
ضيق في التنفس.
الشعور بالبحة في الصوت.
يرجى ملاحظة أن هذه المعلومات الطبية لا تغني عن استشارة الطبيب أو الصيدلاني.
احتياطات استخدام ابر مونجارو للتخسيس
ينبغي استخدام دواء “مونجارو” بحذر وتحت إشراف الطبيب في الحالات التالية:
- خلال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية.
- في حالة وجود أمراض الكبد أو الكلى.
- عند وجود التهاب في البنكرياس.
- إذا كان هناك اعتلال في الشبكية السكري أو الوذمة البقعية السكرية (Diabetic Macular Edema).
- في حالة وجود اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي، حيث يُنصح بعدم استخدامه في مثل هذه الحالات.
- عندما يعاني المريض من مرض المرارة الحاد.
يجب استشارة الطبيب قبل استخدام الدواء في هذه الحالات لتقييم الفوائد والمخاطر المحتملة وضبط الجرعة وفقًا للحالة الصحية الفردية.
استفد من خبرة مشافي ميديك عرب في عمليات تجميل الجفون العلوية، حيث يوفر الفريق الطبي المتخصص تقنيات متقدمة ورعاية فريدة لتحقيق نتائج مذهلة وإبراز جمال العيون بطريقة آمنة وفعّالة.
كيف تعمل ابر مونجارو علي مراكز الشبع؟
حقن “مونجارو” (تيرزيباتيد) تؤثر على مراكز الشهية في الدماغ من خلال آليتين رئيسيتين:
- تحفيز إفراز هرمونات الشبع: يُحفز “مونجارو” إفراز هرمونات الشبع مثل GLP-1 وGIP. هذه الهرمونات ترسل إشارات إلى الدماغ تعلمه بالشبع، مما ينتج عنه تقليل في الرغبة في تناول الطعام وبالتالي تقليل كمية الطعام المتناولة.
- تثبيط إفراز هرمونات الجوع: يعمل “مونجارو” على تثبيط إفراز هرمونات الجوع مثل الجريلين، وهذا يؤدي إلى تقليل الشعور بالجوع. بمعنى آخر، انخفاض مستويات هذه الهرمونات يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويسهم في فقدان الوزن.
باستخدام هذه الآليتين، يعمل “مونجارو” على تحقيق توازن في الشهية والشبع، مما يساعد في تحقيق فقدان الوزن بشكل فعال.
الأدوية التي تتفاعل مع إبر مونجارو للتخسيس
من الضروري إبلاغ الطبيب أو الصيدلاني عن جميع الأدوية، والأعشاب، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي يتم تناولها قبل بدء العلاج.
قد يحدث تفاعل بين “مونجارو” وبعض الأدوية الأخرى، منها:
- أدوية خفض نسبة السكر في الدم: قد تزيد هذه الأدوية من احتمالية حدوث هبوط في نسبة السكر في الدم، لذا يجب مراقبة نسبة السكر بانتظام عند استخدامها مع “مونجارو”.
- دواء الفيوروسيميد: يُعتبر الفيوروسيميد مدرًا للبول، وقد يحدث تفاعل بينه وبين “مونجارو”، لذا ينبغي مراقبة التفاعلات المحتملة عند استخدامهما معًا.
- دواء لونابيغسوماتروبين: يعد هذا الدواء هرمون نمو صناعي، وقد يقلل من تأثير “مونجارو” على خفض مستويات السكر في الدم. يجب إجراء فحوصات بانتظام لمراقبة مستويات السكر في الدم عند استخدامهما معًا.
يُشدد على أهمية الرصد الدوري والتواصل مع الفريق الطبي لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها وضمان سلامة العلاج.
نصائح استخدام ابر مونجارو
عند استخدام حقن مونجارو للتخسيس، يجب اتباع النصائح التالية:
- تناول الجرعة مرة واحدة في الأسبوع وفقاً لتوجيهات الطبيب.
- حقن الجرعة تحت الجلد، ويمكن ذلك في منطقة العضد أو البطن أو الفخذ.
- تأكد من أن الدواء داخل الإبرة صافٍ ولا يحتوي على أي شوائب، وأنه لا يوجد تغير في لونه.
- يجب تغيير مكان الحقن في كل مرة لتجنب أي مشاكل محتملة في الجلد.
- تجنب حقن مونجارو في نفس النقطة التي يتم فيها حقن الأنسولين، وذلك لتقليل فرصة التداخل بين الأدوية.
يجب على الفرد الالتزام بتلك النصائح والتوجيهات التي يقدمها الطبيب لضمان استخدام مونجارو بأمان وفعالية في عملية التخسيس.