تعد ظاهرة الشيب المبكر من الظواهر التي تثير القلق والاهتمام لدى الكثيرين، حيث يعد الشعر المبكر باللون الأبيض أو الرمادي في سن مبكرة من العلامات التي تبدو واضحة لعملية الشيخوخة. يصاحب هذه الظاهرة عدة أسباب متنوعة تتراوح بين العوامل الوراثية والبيئية، ما يجعل فهمها وتحديدها أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الشعر وجماله.
في هذا المقال، سنستكشف مع مدونة :Midic Arab” الشيب المبكر واسبابة وتأثيراتها على الجسم، مع التركيز على العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تسهم في هذه الظاهرة الشائعة.
ما هو الشيب المبكر؟
الشيب المبكر هو ظهور الشعر الأبيض في مراحل عمرية مبكرة قبل السن المعتادة لظهور علامات الشيخوخة. على الرغم من أن تغيير لون الشعر يعتبر طبيعيًا مع تقدم العمر، إلا أن الشيب المبكر يمكن أن يظهر في سن مبكرة جدًا، حتى في سن المراهقة أو في منتصف العشرينات من العمر. هذا الظاهرة المعروفة باسم “Premature Graying” بالإنجليزية، وتُعتبر مصدر قلق للكثيرين، خاصةً للأشخاص الذين يعانون منها في سن مبكرة
أسباب الشيب المبكر
بالرغم من أن الشعر الأبيض يُعتبر سمة من سمات الشيخوخة، إلا أن ظهور الشيب المبكر يمكن أن يحدث في أي عمر، ويعود ذلك إلى عدة أسباب مختلفة. فيما يلي أهم الأسباب الطبية لظهور الشيب المبكر:
- أمراض المناعة الذاتية: تشمل الثعلبة والبهاق أمراض المناعة الذاتية التي يمكن أن تسبب ظهور الشيب المبكر.
- مشكلات الغدة الدرقية: قد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها إلى ظهور الشيب المبكر في سن العشرين عن طريق التأثير على إنتاج صبغة الميلانين.
- نقص فيتامين ب12: قد يشير ظهور الشيب المبكر إلى نقص فيتامين ب12، الذي يمكن أن يؤدي إلى ضعف خلايا الشعر وتأثيرها على إنتاج الميلانين.
- الأسباب الجينية: تلعب الوراثة والعوامل الجينية دورًا كبيرًا في ظهور الشيب المبكر في سن العشرين.
- الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد والتوتر إلى ظهور الشيب المبكر في سن العشرين عن طريق التأثير على حالة الشعر.
- التدخين: يُعتبر التدخين أحد العوامل الرئيسية في ظهور الشيب المبكر في سن العشرين، حيث يؤدي إلى تقليل تدفق الدم لبصيلات الشعر وتدميرها.
- صبغات الشعر الكيماوية ومنتجات العناية بالشعر: تحتوي العديد من هذه المنتجات على مكونات ضارة قد تقلل من إنتاج صبغة الميلانين وتساهم في ظهور الشيب المبكر.
اقرا ايضاً:
فسيولوجيا الشيب المبكر
تتغير خصائص الشعر مع مرور الزمن، وهو أمر شائع وطبيعي. في سن الشباب، يكون الشعر عادةً بالوان متنوعة مثل البني والأسود والأشقر والأحمر، لكن مع تقدم العمر، قد تلاحظ تغيرات في كثافة الشعر في بعض مناطق فروة الرأس، وقد يتغير لون الشعر الأصلي إلى الرمادي أو الأبيض.
يحتوي الجسم على ملايين البصيلات الصغيرة التي تحتوي على الخلايا الجلدية، وهي المسؤولة عن نمو الشعر. تحتوي هذه البصيلات على خلايا تحتوي على صبغة تسمى الميلانين، وهي المسؤولة عن إعطاء الشعر لونه. ولكن مع مرور الوقت، قد تفقد هذه البصيلات الخاصية الصبغية مما يؤدي إلى نمو شعر أبيض.
تشخيص الشيب المبكر
يهدف تشخيص الشيب المبكر في البداية إلى تمييزه عن أمراض الشعر الأخرى التي تؤدي إلى انخفاض صبغة الميلانين، مثل مرض البرص. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون سبب الشعر الأبيض لدى الأطفال ناتجًا عن اضطرابات جلدية عصبية مثل متلازمة غريسيللي ومتلازمة شدياق- هيغاشي ومتلازمة إليخالدي. يجب أيضًا استبعاد حالات أخرى مثل متلازمة برادر- ويلي ومتلازمة أنجلمان.
علاوةً على ذلك، يجب التمييز بين الشيب المبكر والشعر الأبيض الناجم عن المتلازمات الأيضية مثل بيلة الفينيل كيتون وهستيد الدم. بعد التأكد من تشخيص الشيب المبكر، سيقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات لتحديد سبب الحالة، وتشمل هذه الفحوصات فحص هرمونات الغدة الدرقية ومستوى فيتامين ب12 ومستوى حمض الفوليك. كما قد يطلب الطبيب معلومات إضافية حول تاريخ العائلة لتحديد وجود حالات مماثلة للشيب المبكر في أفراد العائلة.
علاج الشيب المبكر في سن العشرين
والآن بعد أن تعرفنا على أهم أسباب الشيب المبكر في سن العشرين، يجب التنويه إلى أن علاجه يعتمد على سبب ظهوره. فعلى سبيل المثال، إذا كان الشيب المبكر ناتجًا عن التوتر، الإجهاد، التدخين، أو عوامل وراثية، فمن الصعب عادةً معالجته.
أما إذا كان السبب يعود إلى نقص فيتامين ب12 أو مشاكل في الغدة الدرقية، فيمكن علاج الشيب المبكر عن طريق تصحيح النقص أو المشكلة في الجسم، وبالتالي يتم استعادة اللون الطبيعي للشعر.
طرق طبيعية لعلاج الشيب المبكر
تنتشر مجموعة من الطرق الطبيعية التي يُمكن استخدامها لتقليل الشيب المبكر وتأخير ظهوره، وتشمل بعض هذه الطرق ما يلي:
- أوراق الكاري:
تُعتبر أوراق الكاري مفيدة في تأخير ظهور الشيب المبكر في سن العشرين. - زهرة الأقحوان الزائفة:
يُعتقد أن زهرة الأقحوان الزائفة تساعد في علاج الشيب المبكر عن طريق غلي عصير أوراقها في زيت جوز الهند أو زيت السمسم وتدليك الشعر به. - ثمار عنب الثعلب الهندي:
تحتوي على مضادات الأكسدة التي تُساعد في علاج الشيب المبكر. - تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات:
ينصح بزيادة تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 مثل الكبد والدواجن والحبوب الكاملة. - صبغ الشعر:
يُعتبر صبغ الشعر طريقة فعالة وشائعة لإخفاء الشيب المبكر، بالإضافة إلى استخدام الحناء كبديل طبيعي لصبغ الشعر. - العلاج بالليزر:
يُمكن استخدام العلاج بالليزر لإزالة الشعر المتأثر بالشيب المبكر، لكن يجب استخدامه بحذر لتجنب تدمير فروة الرأس.
باستخدام هذه الطرق الطبيعية، يُمكن للأشخاص تقليل الشيب المبكر والحفاظ على لون شعرهم الطبيعي لفترة أطول.
الوقاية من الشيب المبكر
من المهم معرفة طرق الوقاية من الشيب المبكر، والتي تشمل الاتي:
1- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة:
تناول الخضروات والفواكه الطازجة التي تحتوي على مضادات الأكسدة يمكن أن يساهم في الوقاية من الشيب المبكر وحتى في علاجه.
شرب الشاي الأخضر الذي يعتبر مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة.
استخدام زيت الزيتون في الطهي والتحضيرات الغذائية، حيث يُعتبر من مصادر مضادات الأكسدة.
تناول الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية الأوميغا-3، مثل السلمون والسردين، والتي تساهم في صحة الشعر ومنع ظهور الشيب المبكر.
2- تناول المكملات الغذائية:
في حالة وجود نقص في الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية مثل فيتامين D وفيتامين B12، يُعتبر تناول المكملات الغذائية مهمًا لتعويض هذا النقص.
3- الإقلاع عن التدخين:
يعتبر التدخين واحدًا من أهم الأسباب المؤدية للشيب المبكر، لذا فمن المهم الإقلاع عن هذه العادة الضارة لمنع حدوث الشيب المبكر في سن العشرين والحفاظ على صحة الشعر.
تنبيه: يُشير إلى أن هذه الخطوات الوقائية قد تساعد في تقليل احتمالية ظهور الشيب المبكر وتأخيره، ولكن قد لا تكون فعالة بنسبة 100٪ لدى الجميع، وقد يكون للعوامل الوراثية دورًا في ظهور الشيب المبكر.