الصيام المتقطع

دليلك عن الصيام المتقطع: فوائدة و أضراره و كيفية تطبيقة

في عالم يتسم بالتناقضات الغذائية، يثير الصيام المتقطع جدلاً واسعاً. يُعتبر هذا النمط الغذائي المتبع من قبل العديد من الأشخاص حول العالم، خيارًا مثيرًا للاهتمام بين من يسعون لتحسين صحتهم وتنظيم وزنهم. ومع ذلك، فإن للصيام المتقطع جماهيرية ومحبة، بينما يثير قلقًا بين البعض الآخر.

في هذا المقال، ستقوم مدونة “Midic Arab” بتفحص الصيام المتقطع فوائدة و أضراره بناءً على منهجيتين متناقضتين، لنلقي نظرة شاملة على هذا النمط الغذائي المثير للجدل. سنستكشف الفوائد الصحية المزعومة التي يُعزَى إليها الصيام المتقطع، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة التي قد تنجم عنه.

ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع

يُستخدم مصطلح الصيام المتقطع لوصف أنماط تناول الطعام التي تتضمن فترات من الصيام المنتظم وفترات من الأكل، دون تحديد صارم لنوع الطعام المسموح به أو الممنوع. يتميز هذا النوع من الصيام بأنه يركز بشكل أساسي على توقيتات تناول الطعام، مما يعني عدم وجود جدول زمني دقيق للوجبات بل تحديد فقط لأوقات الإفطار والصيام.

طريقة الصيام المتقطع

تطبيق نظام الصيام المتقطع كأسلوب حياة يعتبر شائعًا بين الأشخاص الذين يسعون لتحسين صحتهم وإدارة وزنهم بشكل فعال. يتضمن هذا النظام تقسيم اليوم أو الأسبوع إلى فترات للصيام وفترات للتغذية.

تعتمد طرق الصيام المتقطع على تقليل فترات تناول الطعام وتأجيل وجبات الطعام لفترات زمنية معينة، مما يمنح الجسم فرصة لإعادة التوازن واستخدام الطاقة المخزنة. وفي خلال فترات الصيام، يمكن للأشخاص تناول كميات قليلة من السعرات الحرارية من خلال السوائل الخالية من السكر أو تجنب تناول الطعام تمامًا.

تهدف جميع أساليب الصيام المتقطع إلى تحقيق فائدة مشتركة وهي خفض مستويات السعرات الحرارية المتناولة، مما يساعد على فقدان الوزن بشكل فعال، مع الحرص على عدم التعويض بتناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترات الأكل المسموحة.

انواع الصيام المتقطع

نذكر فيما يلي أساليب الصيام المتقطع الأكثر شيوع

يعتبر الصيام المتقطع واحدًا من أساليب إدارة الوزن وتحسين الصحة التي اكتسبت شهرة كبيرة في الآونة الأخيرة. يتوفر هذا النهج بأشكال متنوعة تناسب احتياجات الأفراد وأسلوب حياتهم. إليكم نظرة على أهم أنواع الصيام المتقطع:

الصيام المتقطع 12 ساعة:

يُعتبر هذا النوع مناسبًا للمبتدئين، حيث يُقسم اليوم إلى 12 ساعة للصيام تليها 12 ساعة للإفطار. فمثلاً، يمكن للشخص أن يصوم من الساعة 7 مساءً حتى الساعة 7 صباحًا، مع الاستفادة من فترة النوم ضمن فترة الصيام.

نظام الصيام المتقطع 16/8:

يتضمن هذا النمط الصيام لمدة 16 ساعة تليها فترة لتناول الطعام لمدة 8 ساعات فقط. يمكن، على سبيل المثال، تناول الطعام من الساعة 1 ظهرًا حتى الساعة 9 مساءً، ثم الصيام لبقية اليوم.

الصيام لمدة 24 ساعة:

يتضمن هذا النمط عدم تناول الطعام لمدة 24 ساعة، مثلاً من بعد وجبة العشاء في يومٍ معين حتى موعد العشاء في اليوم التالي. يمكن تطبيق هذا النوع مرة أو مرتين في الأسبوع.

نظام 5:2 رجيم الصيام المتقطع:

يتضمن اختيار يومين غير متتاليين لتناول كمية قليلة من الطعام (500-600 سعرة حرارية)، والتغذية بشكل طبيعي في باقي أيام الأسبوع.

الصيام يوم بعد يوم:

يشمل هذا النمط صيامًا ليوم كامل يليه يوم تناول طعام بشكل طبيعي أو تقليل السعرات الحرارية إلى 500 سعرة فقط.

الصيام المتقطع 4/20:

يُعرف هذا النوع أيضًا بـ”حمية المحارب”، ويتضمن تناول كميات صغيرة من الفواكه والخضروات النيئة خلال 4 ساعات فقط في النهار، تليها فترة صيام لمدة 20 ساعة.

تفويت وجبات الطعام خلال اليوم:

يعتمد هذا النمط على تفادي وجبة أو وجبتين خلال اليوم إذا لم يكن هناك شعور بالجوع، مع الحرص على تناول وجبات صحية في الأوقات المتبقية.

توفر هذه الخيارات المتنوعة للصيام المتقطع الكثير من المرونة، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للعديد من الأشخاص في تحقيق أهدافهم الصحية والغذائية.

اقرا ايضاً:

كبسولة المعدة الذكية ومميزاتها لانقاص الوزن

تعرف علي جراحة تحويل المسار

تأثير الصيام المتقطع علي الجسم

الصيام المتقطع يُثير العديد من التغييرات على مستوى الخلايا والجزيئات في الجسم، وهذه التغيرات الهرمونية والخلوية تشكل أساس فوائد الصيام المتقطع. إليك بعض التغيرات التي يمكن أن تحدث في الجسم أثناء اتباع هذا النظام الغذائي:

  1. هرمون النمو البشري (HGH): يزيد إفراز هرمون النمو البشري، والذي يُسهم في تحفيز خسارة الدهون وبناء العضلات.
  2. الأنسولين: يحسِّن الجسم استجابته للأنسولين مما يُقلل من مستوياته، وهو الذي يُساهم في التخلص من الدهون المخزنة في الجسم.
  3. الإصلاح الخلوي: يشهد الجسم خلال الصيام عملية الإصلاح الخلوي، والتي تشمل التهام الذات حيث تقوم الخلايا بتنظيف نفسها من البروتينات القديمة غير الفعَّالة.
  4. التعبير الجيني: يحدث تغيير في وظيفة الجينات المرتبطة بطول العمر والحماية من الأمراض.

هذه التغييرات تعزِّز الصحة العامة وتُساهم في تحسين عمليات الجسم، مما يجعل الصيام المتقطع خيارًا مفيدًا لتحقيق العديد من الأهداف الصحية.

فوائد الصيام المتقطع

هناك فوائد عديدة لنظام الصيام المتقطع تتعدد بعيدًا عن خسارة الوزن، ومن بين هذه الفوائد:

  1. خسارة الوزن: يساعد نظام الصيام المتقطع على فقدان الوزن والدهون، بدون الحاجة لتقليل كبير في السعرات الحرارية، حيث يقوم بتحفيز حرق الدهون المخزنة في الجسم للحصول على الطاقة، مع تحسين عملية الأيض.
  2. سيطرة مستوى السكر في الدم والوقاية من السكري: يقلل الصيام المتقطع من مقاومة الأنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم، مما يحمي من الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  3. تحسين صحة القلب: يقلل الصيام المتقطع من مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية والسكر في الدم، مما يحسن صحة القلب.
  4. تحسين صحة الدماغ: يعزز الصيام المتقطع إعادة بناء الخلايا العصبية في الدماغ، مما يسهم في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر.
  5. مكافحة الشيخوخة: يُعتقد أن الصيام المتقطع يزيد من متوسط عمر الفرد، كما أظهرت بعض الأبحاث زيادة في متوسط عمر الفئران بنسبة تتراوح بين 36% إلى 83%.
  6. الوقاية من الالتهابات: يقلل الصيام المتقطع من مستويات الالتهاب في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

الآثار الجانبية للصيام المتقطع

تعتبر الآثار الجانبية للصيام المتقطع مسألة تحتاج إلى اهتمام، ومن بين هذه الآثار:

  1. الشعور بالتعب والضعف: قد يشعر الأشخاص بالتعب والضعف في بداية اتباع نظام الصيام المتقطع، نظرًا لتغير نمط الغذاء وعملية الهضم.
  2. الحموضة المعوية والارتجاع المعدي المريئي: قد تزيد فترات الصيام من احتمالية زيادة الحموضة المعوية وحدوث الارتجاع المعدي المريئي لدى بعض الأشخاص.
  3. تأثيرات على الخصوبة لدى النساء: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الصيام المتقطع قد يؤثر على الخصوبة لدى النساء، ولكن لا يزال هذا الموضوع يحتاج إلى المزيد من البحث والتحقق.

متي يجب استشارة الطبيب قبل اتباع الصيام المتقطع؟

قبل البدء في اتباع نظام الصيام المتقطع، ينبغي استشارة الطبيب في بعض الحالات، ومنها:

  1. الإصابة بالسكري أو مشاكل في تنظيم مستوى السكر في الدم: لأن الصيام المتقطع قد يؤثر على مستوى السكر في الجسم ويتطلب متابعة طبية دقيقة.
  2. انخفاض ضغط الدم: يجب الحرص على عدم تأثير الصيام على مستوى ضغط الدم، والتحقق من سلامة ممارسة هذا النظام.
  3. تناول الأدوية: بعض الأدوية قد تتأثر بتغيرات نمط الأكل خلال فترات الصيام، لذا ينبغي استشارة الطبيب لضبط جرعات الدواء والمتابعة الطبية.
  4. النحافة المفرطة: يحتاج الأشخاص الذين يعانون من النحافة المفرطة إلى اهتمام خاص بنظامهم الغذائي أثناء الصيام المتقطع لتجنب فقدان المزيد من الوزن.
  5. التاريخ الطبي للاضطرابات الغذائية: ينبغي الحذر من اتباع نظام الصيام المتقطع لمن لديهم تاريخ طبي سابق بالإصابة بأحد اضطرابات تناول الطعام.
  6. النساء اللاتي يعانين من انقطاع الطمث، الحوامل أو المرضعات: يتطلب حالتهن الخاصة اهتماماً ومتابعة طبية لتأثير الصيام على صحتهن وصحة الجنين أو الطفل.
  7. تاريخ طبي للاكتئاب أو القلق: ينبغي مراعاة التأثير المحتمل للصيام المتقطع على الحالة النفسية والعقلية.

في الختام، يجب الاهتمام بتناول طعام صحي ومتوازن أثناء الصيام المتقطع، والالتزام بأوقات تناول الطعام المسموحة، وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات والملوثة، بالإضافة إلى عدم الإفراط في تناول الطعام خلال فترات الأكل.

اترك تعليقاً

× تواصل معنا