في عالم مليء بالمسؤوليات والضغوطات، يبدو أن ساعات النوم تتضاءل بشكل متزايد على مدار السنوات الأخيرة. ورغم أن قلة النوم قد تبدو وكأنها مجرد عائق صغير في حياتنا اليومية، إلا أن آثارها قد تكون أكبر مما نتخيل، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحتنا ووزننا.
إذ أثبتت الأبحاث الحديثة أن هناك علاقة قوية بين قلة النوم وزيادة الوزن. في هذا المقال، ستكشف لكم مدونة “Midic Arab” تلك العلاقة ونفحص كيف يؤثر نقص النوم على عمليات الجسم والهرمونات التي تحكم الشهية وعملية الاستقلاب.
العلاقة بين قلة النوم وزيادة الوزن
أظهرت الأبحاث بوضوح أن المراهقين الذين يعانون من نقص في ساعات النوم يتعرضون لمشاكل صحية خطيرة بشكل أكبر من غيرهم. يبرز النوم كعامل أساسي في الحفاظ على صحتنا، حيث يقوم أثناء فترة النوم بتجديد وترميم أجسادنا وأذهاننا، ويعمل على توازن الهرمونات المسؤولة عن الحفاظ على وزن صحي وصحة عامة. ومع ذلك، فإن الكثير من المراهقين لا يحصلون على النوم الكافي، حيث ينصح بـ 8-10 ساعات من النوم لكل ليلة. بالنسبة للأطفال والمراهقين، يعد النوم ضروريًا لتعزيز نموهم وتحسين تركيزهم في المدرسة والأداء العام. فقد أظهرت دراسة جامعة بريغهام يونغ أن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة استهلاك السكر لدى المراهقين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري ومشاكل صحية أخرى.
قلة النوم تعني المزيد من السكر
أظهرت الدراسات أن المراهقين الذين يعانون من قلة النوم هم الأكثر عرضة لمشاكل صحية خطيرة، وأشارت المؤلفة الرئيسية كارا دوراشيو، أستاذة علم النفس الإكلينيكي والتنموي في جامعة بريغهام يونغ، إلى أن بحثًا أجري في مركز طب الأطفال بمستشفى سينسيناتي كشف عن تأثير قلة ساعات النوم على عادات تناول الطعام لدى المراهقين.
وأوضحت دوراشيو أن المراهقين الذين يعانون من نقص في ساعات النوم يزيد لديهم تناول الكربوهيدرات والسكريات، ويقل استهلاكهم للفواكه والخضروات، مما يزيد من خطر تعرضهم لمشاكل صحية.
وأظهرت البيانات أن المراهقين الذين يعانون من نقص في ساعات النوم يتناولون في المتوسط 12 جرامًا إضافيًا من السكر يوميًا، مما يمكن أن يسبب زيادة في وزنهم على مدار السنة الدراسية.
تؤثر عوامل عديدة على قلة ساعات النوم لدى المراهقين، مثل بداية الفصول المدرسية في وقت مبكر، والأنشطة الخارج المنهجية، والواجبات المنزلية، إلى جانب وقتهم مع الأصدقاء والعائلة.